أكد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أن إسرائيل لن تستطيع البقاء لوقت طويل كدولة مستقلة على المساحة الواقعة بين البحر المتوسط والأردن، وستقام دولة ثنائية بديلة يعيش فيها اليهود والفلسطينيون معا، وذلك حسب ما ذكرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية.
وجاءت تصريحات أوغلو خلال حديثه أمام الصحافيين والأكاديميين، ومن بينهم إسرائيليون، مشيرا إلى أن تركيا ستصبح الجهة المسيطرة في الشرق الأوسط ومحيطه، وأنها ستكون الدولة الراعية للدولة القادمة ذات القومية المزدوجة خلال عدة سنوات.
وحسب توقعات أوغلو، فإن إسرائيل لن تستطيع توقيع اتفاقات سلام مع جيرانها لاسيما مع الفلسطينيين، علما أن الفكرة الرئيسة التي يطرحها أوغلو خلال لقاءاته المختلفة مع وسائل الإعلام وفي الحكومة التركية تشير إلى أن إسرائيل دولة غير شرعية في المنطقة، ولذلك فإنها ستختفي ولن تستطيع الصمود إلى الأبد.
الى ذلك تشعر إسرائيل بالقلق من انضمام المزيد من دول أميركا اللاتينية إلى البرازيل والأرجنتين في الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
ونقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية في تقرير امس عن مسؤولين إسرائيليين تعبيرهم عن القلق بعد أن أعربت الأوروغواي عن رغبتها بالاعتراف رسميا بالدولة الفلسطينية بعد البرازيل والأرجنتين.
ويخشى المسؤولون الإسرائيليون من قيام المكسيك والإكوادور والسلفادور ودول أخرى في أميركا اللاتينية بالاعتراف بالدولة الفلسطينية.
الى ذلك، اكدت وزارة الخارجية الاسرائيلية امس معارضتها لتقديم اعتذار لتركيا عن حادثة الهجوم على قافلة سفن «اسطول الحرية» نهاية مايو الماضي من اجل اعادة العلاقات بين البلدين.
وقال نائب وزير الخارجية الاسرائيلي داني ايالون في تصريح للإذاعة الاسرائيلية العامة ان «وزارته تعارض المطلب التركي بان تقدم اسرائيل اعتذارها على خلفية أحداث سفينة مرمرة».
واضاف ان «مثل هذا الاعتذار قد تكون له تداعيات اخلاقية وسياسية وقانونية»، مشددا على ان «اسرائيل لن تأخذ على عاتقها المسؤولية عن اشياء لم تكن مسؤولة عنها».
من ناحية اخرى قال ايالون انه «من الأهمية بمكان مواصلة الاتصالات بين اسرائيل وتركيا الى حين بلورة حل» موضحا ان «الأمر يتعلق بحكومة انقرة».
ويأتي تصريح ايالون في الوقت الذي تحدثت فيها تقارير صحافية اسرائيلية بأن تل ابيب وانقرة على وشك التوصل لاتفاق يضع نهاية للازمة التي نشبت بعد مقتل عشرات الاتراك في الهجوم.
وذكرت صحيفة «هارتس» الاسرائيلية امس ان تل ابيب ربما تعرض على تركيا تقديم ما وصفته «بتعويض انساني كبير لعائلات ضحايا الهجوم الذي تعرضت له قافلة السفن بعد ان هاجمتها قوات البحرية الاسرائيلية».
واشارت الى «ان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان كان قد طلب من الحكومة الاسرائيلية تقديم اعتذار لبلاده عن هذا الهجوم».
واوضحت «انه من المتوقع ان تعرض اسرائيل تقديم مئات الآلاف من الدولارات لعائلات 9 من الضحايا الاتراك الذين قتلوا في الهجوم الاسرائيلي على قافلة السفن التي كانت تحمل مساعدات انسانية كانت في طريقها لقطاع غزة».
وقالت الصحيفة ان «تركيا واسرائيل قريبتان من التوصل الى اتفاق بشأن صيغة الاعتذار كما طلبت حكومة انقرة والتي ابدت استعدادا نحو اعادة العلاقات بين الجانبين». وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو طالب مطلع الاسبوع الماضي بإجراء اتصالات مع الحكومة التركية بغية التوصل الى حل للازمة بينهما عقب الهجوم على القافلة الإنسانية واعادة العلاقات بينهما.