عواصم ـ أحمد عبدالله ووكالات:
فيما دعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الجمعة الى بداية جديدة لعملية السلام، مطالبة الجانبين بمعالجة القضايا الاساسية «دون تأخير»، تحدث وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك مجددا عن امكانية تقسيم القدس في اطار حل سلمي في الشرق الاوسط، معبرا بذلك عن وجهة نظر مخالفة لموقف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وقال باراك ان «القدس ستناقش في النهاية القدس الغربية واليهود (الاحياء اليهودية) لنا والاحياء العربية التي يسكنها لاجئون لهم وحل تفاوضي للاماكن المقدسة».
وكان رئيس الوزراء العمالي الاسبق يتحدث في واشنطن في اجتماع لمنتدى سابان، وهو لقاء يضم خبراء وقادة من المنطقة بحضور وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ورئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض.
من جانبها، أكدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ان أميركا ستكون دائما إلى جانب إسرائيل عند أي تهديد لها لكنها رأت ان الاستيطان يهدد مستقبل إسرائيل ذاتها مجددة تصميم بلادها على منع إيران من تطوير أسلحة نووية والاستمرار في تعزيز الجهود لمنع تمويل المجموعات «الإرهابية» مثل حزب الله وحماس.
وقالت كلينتون في كلمة أمام «منتدى سابان» بمعهد بروكنغز الأميركي شارك فيه مسؤولون إسرائيليون وفلسطينيون أبرزهم زعيمة المعارضة الإسرائيلية تسيبي ليفني ورئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض ان «الولايات المتحدة ستكون موجودة دائما عندما تكون إسرائيل مهددة ونحن نقول ذلك دائما إلا ان الأمر يستحق التكرار».
وأضافت» إن التزام أميركا بأمن إسرائيل ومستقبلها هو صخرة صلبة لا يتزعزع ولن يتغير ومنذ اليوم الأول جددت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما هذا الالتزام وبالنسبة لي وللرئيس أوباما هذا ليس موقفا سياسيا وحسب بل قناعة شخصية عميقة».
وأضافت كلينتون ان الولايات المتحدة «وسعت مجال تعاونها مع إسرائيل وركزت على مساعدتها على مواجهة أكثر التهديدات لمستقبلها كدولة يهودية آمنة وديموقراطية» مشددة على ان العلاقة الأمنية توسعت وتعمقت وأصبحت أكثر قوة من أي وقت مضى.
وبعد الإشادة بالرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء اللذين زادا من قوة السلطة الفلسطينية لفتت إلى انهما دفعا بحل الدولتين قدما من خلال إحداث تغيير حقيقي في حياة الشعب الفلسطيني.
ورأت انه بالنسبة إلى إسرائيل والمنطقة «ما من تهديد استراتيجي أكبر من احتمال قيام إيران مسلحة نوويا» لكنها أوضحت ان «الولايات المتحدة مصممة على منع إيران من تطوير أسلحة نووية وقد فرضنا مع شركائنا الدوليين عقوبات صارمة جديدة على طهران وبات قادتها أمام خيار واضح إما الوفاء بمسؤولياتهم الدولية أو مواجهة مزيد من العزلة وعواقبها».
وأشارت كلينتون إلى تعزيز «الجهود لمنع نقل الأسلحة الخطيرة وتمويل منظمات إرهابية مثل حزب الله وحماس»لكنها اعترفت بأن «إيران ووكلاءها ليسوا التهديد الوحيد لاستقرار المنطقة أو لأمن إسرائيل على المدى الطويل بل ان النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين وإسرائيل وجيرانها العرب هو مصدر للتوتر وعائق أمام ازدهار المنطقة والفرص المتاحة أمامها».
وشددت على ان استمرار النزاع يعزز قبضة المتطرفين في المنطقة فيما يضعف دعم المنفتحين على التعايش والتعاون لافتة إلى ان «أصولية شبان المنطقة وتنامي دعم الإيديولوجيات العنيفة يقوض استقرار وازدهار الشرق الأوسط». الى ذلك، تعقد لجنة مبادرة السلام العربية اجتماعا يوم الخميس القادم للنظر باتخاذ موقف عربي بشأن المفاوضات الفلسطينية ـ الاسرائيلية على ضوء رفض اسرائيل ايقاف نشاطها الاستيطاني في الاراضي الفلسطينية.
وقال ديبلوماسي عربي امس ان وزراء الخارجية العرب الاعضاء في اللجنة سيستمعون الى عرض من الرئيس الفلسطيني محمود عباس بشأن الاتصالات التي اجرتها السلطة مع الولايات المتحدة وباقي الاطراف المعنية قبل اتخاذ اي موقف عربي بشأن العودة الى طاولة المفاوضات.
واضاف الديبلوماسي ان اتصالات مكثفة تجرى حاليا بين اعضاء اللجنة وبينها وبين الاطراف الدولية المعنية بشأن بلورة الموقف العربي قبيل انعقاد الاجتماع.