بيروت - عمر حبنجر
يعكس تهافت الشخصيات الاوروبية على لبنان حجم القلق الذي يساور هؤلاء، خصوصا فرنسا حيال التأزم السياسي الحاصل في لبنان، والمرشح للمزيد من التعقيد مع بدء العد التنازلي للاستحقاق الرئاسي في 25 سبتمبر.
وقالت اذاعة «النور» ان محادثات جرت في باريس الاسبوع الماضي بين مسؤولين فرنسيين وسعوديين وايرانيين انتهت بالتوافق على تبريد الوضع اللبناني ومنع الزلاقة الى اوضاع خطرة، والتأكيد على اجراء الانتخابات في موعدها الدستوري وتأييد خيار الرئيس التوافقي والعمل على توسيع الحكومة الحالية بالتوازي مع الانتخابات الرئاسية، على ان تترك القضايا الخلافية الباقية للحكومة.
واشارت المصادر الى ان كوسران سيعرض هذه المحصلة على الاقطاب الاساسيين في الموالاة والمعارضة. على ان تتحدد في ضوء ردود الفعل عليها زيارة وزير الخارجية كوشنير، الذي قد يزور دمشق اذا عاد كوسران من بيروت بما يشجع على هذه الزيارة.
وعن حظوظ المبادرة الفرنسية الجديدة، قال وزير الاتصالات مروان حمادة، ان كوسران يحمل الى بيروت جملة اسئلة تساعده على تقييم الوضع، بعد التحرك الاميركي - الاوروبي باتجاه ازمة لبنان، والذي يعبر عنه وصول وزير خارجية البرتغال ووصول نظيره الاسباني الاثنين المقبل.
واضاف: «ان هذه الاسئلة تدور حول هل الاحتدام السياسي يمكن ان يعيد الفرقاء الى طاولة الحوار؟ وهل نستطيع الآن وقد اقتربنا من الاستحقاق الرئاسي ان يجتمع فرقاء الصف الاول حول الطاولة بوجود الوزير الفرنسي كوشنير وبدعوة منه؟».
وتابع حمادة: «وهل يمكن دعوة زعماء لبنانيين الى باريس الواحد تلو الآخر؟ وهل المطلوب ان يقوم كوشنير بجولة عربية جديدة تساعد على اشراك هذه الدول في اختيار المرشح الرئاسي، علما ان فرنسا اتفقت مع الولايات المتحدة على عدم تسمية اي مرشح، لكن التوجه بدأ يتراجع تماما عن الكلام حول حكومة وحدة وطنية في الوقت الضائع الباقي ويتركز على الاستحقاق الرئاسي بحثا عن رئيس، ان لم يكن توافقيا فعلى الاقل بالتوافق على اجراء الاستحقاق الرئاسي».
ورأى حمادة ان مصير التحرك الفرنسي سيتوقف على الاجوبة على هذه التساؤلات، وخصوصا من طرف رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي سيسأل عن ملامح المبادرة التي وعد بها اللبنانيين منذ فترة، وهل اقتراب عودة البطريرك الماروني نصرالله صفير الى بكركي في بداية سبتمبر سيسرع من مبادرته؟ وهل هذه المبادرة من مكونات مبادرته القديمة ملفوفة بورق مختلف واكثر جاذبية؟
ولاحظ الوزير حمادة ان الموقف الطاغي للقوى الخارجية يتمثل في نصيحة لبنان بالذهاب الى الاستحقاق الرئاسي مباشرة ووضع حكومة الوحدة الوطنية ليس نصف ساعة قبل الاستحقاق (كما قال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد)، بل دقائق معدودة بعد الاستحقاق الرئاسي، ما يعطي فكرة التزامن في الاتفاق على كل شيء، والتنفيذ في وقت واحد، حظوظا اكبر قد تحمي مصالح الجميع، وخصوصا الحفاظ على ماء وجه البعض.
وتوقع حمادة ازدياد الضغط الدولي والعربي لإجراء الانتخابات الرئاسية، وستتبعه حتما حكومة اتحاد وطني او شراكة وطنية.
وعن النصاب المطلوب قال: «السجال يتمحور حول التوقيت، هل النصاب الذي يكون في الشهر ونصف الشهر السابق لنهاية الاستحقاق هو الثلثان في كل الدورات ام الثلثان في الدورة الاولى ثم النصف زائد واحد في الدورة التالية. ان ارادة المجتمع هي الا تحرم المؤسسة رئيسا لها، وما يطرح الآن، وما طرحه وليد جنبلاط انه في الايام العشرة الاخيرة، اي عندما تخلو سدة الرئاسة، وحيث ان الرئيس لحود لا يستطيع في هذا الوقت تشكيل حكومة، أو البقاء في الرئاسة، ولا ان يسلم الى احد مقاليد الحكم، ففي هذه اللحظة، اذا حصل توافق، لا تعود قضية النصاب تشكل مشكلة، لكن اذا لم يكن من توافق فلابد، وكما يقول الدستور، من انتخاب رئيس لجمهورية لبنان».
وكان الموفد الفرنسي جان كلود كوسران وصل الى بيروت أمس ووضعت زيارته في اطار ترجمة عملية للتنسيق الاميركي - الفرنسي حول لبنان انطلاقا من اهمية اجراء هذا الاستحقاق الرئاسي في موعده.
كوسران التقى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ورئيس مجلس النواب نبيه بري، وبعض القياديين، وسيلتقي اليوم الرئيس الجميل في بكفيا، وبعد ثلاثة ايام يمضيها في لبنان، يغادر في جولة الى سورية ومصر والسعودية، دعما لجهوده في لبنان.
الصفحة في ملف ( pdf )