بشكل مفاجئ ودون مقدمات، أقال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد أمس وزير خارجيته منوچهر متكي وأصدر مرسوما عين بموجبه رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية علي اكبر صالحي «مشرفا» على وزارة الخارجية الايرانية.
وذكر الموقع الالكتروني للرئاسة الايرانية ان نجاد اصدر المرسوم، متمنيا لصالحي «النجاح في اداء مسؤوليته الجديدة».
وقبل ذلك، أقال نجاد وزير الخارجية منوچهر متكي من منصبه، بينما كان الاخير موجود في السنغال حاملا معه رسالة من الرئيس الايراني الى نظيره السنغالي. واعرب احمدي نجاد في رسالة وجهها الى متكي عن تقديره «للجهود والخدمات التي بذلها خلال توليه منصب وزير الخارجية»، معربا في الوقت نفسه عن تمنياته له بالتوفيق والنجاح في خدمة الشعب الايراني.
من جهة اخرى، وصف وزير الدفاع الإيراني العميد أحمد وحيدي أمس سياسات واشنطن بالمؤججة للحروب قائلا إنها تثير التوتر وتزعزع الأمن والاستقرار في العالم وخاصة في المنطقة.
وقال وحيدي ردا على تصريحات نظيره الأميركي روبرت غيتس خلال زيارته الأخيرة الى منطقة الخليج التي قال فيها ان سياسات إيران مدعاة قلق للجميع «ان سياسات إيران ذات طابع سلمي وتأتي في سياق تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة».
ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن وحيدي قوله ان تدخل أميركا «في شؤون الدول الأخرى أدى الى زيادة التوتر وزعزعة الأمن في العالم عامة ومنطقة الشرق الأوسط خاصة».
ولفت الى ان بلاده «لديها علاقات جيدة وبناءة مع دول المنطقة والدول المجاورة».
وقال «ان قادة أميركا ذوي النزعات الحربية والتسلطية هم الذين يحاولون ضرب العلاقات الجيدة بين دول المنطقة من خلال بث الفرقة والخلافات وطرح ذرائع واهية». واعتبر وحيدي «ان هذا السيناريو يأتي ضمن سياق توفير الذرائع لاستمرار التواجد الأجنبي غير المشروع وبيع الأسلحة والتجهيزات الحربية الى دول المنطقة».
وأضاف «ان شعوب المنطقة غير قلقة من إيران الإسلامية بل من نظام أميركا العدواني والمؤجج للحروب الذي تسبب في قتل الملايين من الناس خلال هجومه على العراق وأفغانستان وتقديمه الدعم اللامحدود للكيان الصهيوني».
في غضون ذلك، اعلنت وزيرة الخارجية الفرنسية ميشال اليو ماري أول من أمس امام المؤتمر اليهودي ـ الاوروبي ان فرنسا «لن تقبل بان تزعزع ايران» الشرق الاوسط والعالم، مؤكدة ان فرنسا «صديقة اسرائيل» تبقى ملتزمة بالتوصل الى «سلام دائم».
وقالت اليو ماري في كلمتها امام ممثلي المجموعات اليهودية في اوروبا والتي خصصت قسما منها للوضع في الشرق الاوسط «انا اعرف المخاوف التي يثيرها النظام الايراني».
وتابعت الوزيرة الفرنسية ان «فرنسا لن تقبل بان يزعزع النظام الايراني المنطقة والعالم»، كما ان باريس لن تقبل ان «تتزود ايران بالسلاح النووي».
واضافت اليو ماري «في حال لم يقم المسؤولون الايرانيون بازالة الشكوك حول نواياهم، فإن كل العقوبات ذات الطابع الاقتصادي تصبح واردة».
وقالت اليو ماري ايضا ان «فرنسا هي صديقة اسرائيل ونريد الضمان الذي يكفل لاسرائيل امنها واندماجها الكامل في المنطقة».