واشنطن - أحمد عبدالله
دعا أحد أبرز الاعضاء الجمهوريين في مجلس الشيوخ الاميركي الى بدء سحب القوات الاميركية في العراق بحيث تصل دفعة اولى منهم في اعياد الميلاد بديسمبر المقبل. وقال السيناتور جون وارنر انه أوصى بأن يعلن الرئيس جورج بوش عن خطة لسحب القوات في منتصف الشهر المقبل.
وأوضح السيناتور الذي سبق أن ترأس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ وعاد لتوه من زيارة الى بغداد ان مثل هذه الخطوة «في تقديري المتواضع ستجذب اهتمام الجميع وهو الاهتمام الذي لا نحصل عليه الآن».
وقال وارنر ان الرئيس جورج بوش ونائبه ديك تشيني أعربا مرارا عن ان تعهدات الولايات المتحدة نحو العراق «ليست من دون نهاية».
وأوضح السيناتور في تصريحات ادلى بها في واشنطن أول من امس ان اعلانا من الرئيس ببدء خطة للانسحاب التدريجي سترسل رسالة قوية الى الحكومة العراقية أن عليها ان تحقق تقدما في العملية السياسية بالعراق.
واضاف: انني أعتقد حقا ان رئيس الوزراء المالكي قد تخلى عن قواتنا وقد جاء تقرير التقديرات الاستخبارية ليؤكد ذلك. وكانت اجهزة الاستخبارات الاميركية قد نشرت تقريرا عن الوضع في العراق قبل ساعات من تصريحات وارنر أوضحت فيه ان الوضع مقبل على تدهور ملموس وان حكومة المالكي لا تفعل ما يكفي لتعديل مسار العراق.
واكد وارنر انه لا يدعو بأي حال الى سحب متعجل للقوات الاميركية في العراق، وأضاف: كما أنني لا أدعو بأي حال الى سحب البساط من تحت اقدام جنودنا، ولكن يمكن اعادة نشر 5 آلاف من قواتنا واعادتهم الى ديارهم بحلول اعياد الميلاد هذا العام.
ورد البيت الابيض على تصريحات السيناتور مؤكدا ان الرئيس لم يغير موقفه.
فقد قال الناطق باسم الرئيس غوردون غوندرو «لا أعتقد ان الرئيس يشعر الآن بصورة مختلفة تجاه وضع جدول زمني محدد للانسحاب. انني فقط أعتــقد ان من المهم الآن ان ننتظر حتى نسمع من قادتنا العسكريين على الارض حول المسار المستقبلي».
وامتنع وارنر عن مطالبة المالكي بالاستقالة على نحو ما فعله زميله الديموقراطي كارل ليفين. الا ان عضوة ديموقراطية بارزة اخرى هي دايان فينشتاين قالت قبل تصريحات وارنر انها تعتقد ان من الافضل للعراق ان يستقيل المالكي.
ورفض غوندرو ايضاح ما اذا كان الرئيس بوش سينظر بجدية في اقتراح وارنر. وكان وارنر قد اتجه الى البيت الابيض قبل ادلائه بتصريحات حيث عقد اجتماعا مغلقا مع بعض مستشاري بوش. ويعتقد ان السيناتو ابلغ البيت الابيض بما يعتزم قوله.
وتأتي أهمية تصريحات وارنر من كونها تسبق تقديم قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال ديڤيد بيترايوس لتقريره عن مدى تقدم الاوضاع في العراق. وسيتوج تقديم التقرير المرحلة الراهنة من الخلافات والضغوط التي تشهدها واشنطن بشأن العراق لتمثل لحظة تقديمه بدء مرحلة اخرى يتحدد خلالها بصورة واضحة موقف الادارة من مقترحات معارضيها ومن الافكار التي عرضها السيناتور وارنر.
الصفحة في ملف ( pdf )