بعدما قررت محكمة بريطانية أمس اخلاء سبيل مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج بكفالة مالية ذات شروط صارمة، طعن الادعاء السويدي في قرار الإفراج عن اسانج بكفالة فأمر القاضي البريطاني بالإبقاء عليه رهن الاحتجاز 48 ساعة ريثما يبت في طلب الاستئناف.
وبعد قرار الافراج البريطاني السابق على الطعن كانت هيئة الاذاعة البريطانية قد نقلت عن ممثلي الدفاع من موقع محكمة ويستمينستر أن أسانج سيواصل مساعيه للحيلولة دون ترحيله إلى السويد.
وحضر جلسة المحاكمة المخرج كين لوتش وجميمة خان والصحافي والناشط جون بيلغر دعما لأسانج وعرضوا تغطية الكفالة البالغة 180 الف جنية استرليني.
وقبيل ذلك، قال التلفزيون الاسترالي إن جوليان أسانج مؤسس ويكيليكس أبلغ والدته من زنزانته بالسجن في لندن أنه مازال ملتزما بنشر البرقيات الأميركية السرية. وطلبت محطة «نتوورك سفن» الاسترالية من كريستين أسانج أن تسأل ابنها البالغ من العمر 39 عاما سؤالا واحدا خلال زيارتها له في سجنه وهو: هل الأمر يستحق كل هذا العناء؟
ونقلت والدة أسانج عن ابنها قوله: «قناعاتي راسخة، مازلت ملتزما بالمبادئ التي عبرت عنها، وهذا الظرف لن يهزها».
وأضاف «إذا كان هناك أي تأثير لهذا الأمر فهو أنه زاد من يقيني بصحته وصوابه»، وقدمت والدته للمحطة نصا مكتوبا لرد أسانج.
وأكدت له أنه يسعى بدعم عالمي و«كيف أن الناس من شتى أنحاء العالم ومن شتى الدول يقفون بلافتات ويهتفون مطالبين بحريته وبالعدالة وشجعه ذلك جدا. وإنني أطلب من العالم كأم الوقوف إلى جانب ابني الشجاع».
ونقلت عنه انتقاد مؤسسات تمويل كبرى علقت تقديم أموال لموقع ويكيليكس على الانترنت.
ومضى يقول «أصبحنا نعلم الآن أن فيزا وماستر كارد وباي بال وغيرها أدوات في السياسة الخارجية الأميركية. لم نكن نعلم هذا الأمر من قبل».
في غضون ذلك، تعهد نائب سابق لمؤسس ويكيليكس جوليان اسانج أن يطلق موقعا منافسا في وقت قريب، قال إنه سيكون أكثر شفافية من الموقع الأساسي.
وأشار دانيال دومشيت ـ بيرج إلى أن الموقع الذي سيحمل اسم أوبنليكس (التسريبات المفتوحة)، خال من المحتوى حاليا، باستثناء شعار الموقع ورسالة «يصل قريبا».
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي» أول من أمس أن دومشيت ـ بيرج رفض الخوض في تفاصيل خلافه مع ويكيليكس، لكنه اعتبر أنه خرج عن مساره.
من جهة أخرى، أعلنت مجموعة «دبليو ايه زد» الإعلامية في ألمانيا أنها أسست أول موقع لصحيفة ألمانية على الانترنت لتحميل وثائق مجهولة المصدر، تكشف عن معلومات سرية وجرائم على غرار طريقة موقع ويكيليكس الشهير.
في سياق آخر، قالت صحيفة «الغارديان» البريطانية أن التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأميركي باراك أوباما امام مجموعة من السفراء المعتمدين في واشنطن هي أول تعقيبات من نوعها من قبل الرئيس الأميركي حيال تسريبات موقع ويكيليكس، والتي كان غالبا ما يتركها لوزيرة خارجيته هيلاري كلينتون.
وقالت الصحيفة ان كلينتون هي التي كانت تتولى التعقيب على تسريبات موقع ويكيليكس الالكتروني للآلاف من الوثائق السرية الاميركية، والتي وصفتها ذات مرة بأنها «هجوم على المجتمع الدولي».
ونقلت الصحيفة عن أوباما الذي لم يذكر الموقع بشكل مباشر واكتفى بالاشارة اليه فقط قوله في تصريحاته أمام السفراء «لقد استهللنا مرحلة جديدة من التعامل مع دول العالم. نهج من التعامل يرتكز على المصالح والاحترام المتبادل. نهج يعتمد على الثقة والصراحة».