بيروت - عمر حبنجر
مع اقتراب حسم وجود ظاهرة «فتح الاسلام» في مخيم نهر البارد، استنادا الى أول الغيث المتمثل بخروج عوائل الإرهابيين من المخيم، يبدو الحسم بعيدا في ملف الاستحقاق الرئاسي اللبناني، رغم المبادرة الفرنسية المتجددة وتراجع حدة التراشق السياسي.
فلجنة المتابعة للفريق المسيحي في تكتل «14 مارس» ستنعقد اليوم الأحد في منزل عميد حزب الكتلة الوطنية كارلوس أده لمتابعة البحث فيما جرى تداوله في لقاء أركان هذا الفريق في منزل سمير جعجع في معراب، حول موضوع الترشيح لرئاسة الجمهورية وضرورة التفاهم حول مرشح واحد.
ويأتي هذا اللقاء عشية عزم النائب بطرس حرب اعلان ترشيحه في مجلس النواب الخميس المقبل، يليه النائب السابق نسيب لحود رئيس حركة التجدد الديموقراطي، فالمرشحون الآخرون، تمهيدا لاجتماع موسع لقوى «14 مارس» يجري خلاله اختيار مرشح واحد.
بالمقابل يقول رئيس مجلس النواب نبيه بري انه مستمر في مشروع التوافق حتى آخر لحظة على الرغم مما حصل في الأيام الأخيرة، مشيرا الى ان هذا الأمر لن يعوق مسيرته لأنه سيبقى يعمل على جمع اللبنانيين من دون تمييز، بل ان ما يحصل يحفزه اكثر على التفاؤل ويزيده قوة لأنه متيقن بأن الاستحقاق في موعده، وانه سيكون هناك رئيس للجمهورية وفق انتخابات بنصاب الثلثين.
بري دعا اللبنانيين الى عدم فقدان الأمل والثقة، لكنه قال: «حذاري من التخريب لأنه في حال حصوله لا سمح الله، يُدخل لبنان في نفق مظلم، لا يعلم الا الله عواقبه، وكيف نخرج منه».
ووصف بري في تصريح آخر امكان لجوء الأكثرية الى عقد جلسة انتخابية بذهاب النصف زائد واحد بأنه توجه انتحاري الى الخراب.
في غضون ذلك أبلغ البطريرك الماروني نصرالله صفير زواره أمس انه مع انتخاب رئيس لا يكون من المعارضة ولا من الموالاة. وقال: «اذا اردنا ان نكون منصفين في مقاربة الاستحقاق الرئاسي فعلينا التفكير برئاسة الجمهورية من خارج فريقي الموالاة والمعارضة، وعلى مسافة واحدة منهما وقادر على التعالي على الصغائر، وان يتمتع بحرية تحرك واستقلالية، وألا يكون مدينا بوصوله الى القوى الخارجية المعنية بلبنان، سواء أكانت سورية أم الولايات المتحدة أم ايران أم فرنسا أم غيرها.
وقال البطريرك انه يفكر باعلان موقفه هذا بمناسبة قريبة قد تكون النداء الثامن لاجتماع مجلس المطارنة في مطلع سبتمبر المقبل. البطريرك بدا متأثرا بعدم الاحترام الجدي لتوجهات الكنيسة، خصوصا عند القيادات المسيحية، اذ انه لا أحد بين هذه القيادات ساوى بين مصالحه وتوجهات البطريرك، لا قبل انسحاب الجيش السوري من لبنان ولا بعده.
الصفحة في ملف ( pdf )