ذكرت برقيات ديبلوماسية أميركية مسربة ان فرص جمال مبارك لكي يصبح الرئيس القادم لمصر قد تتعرض لضربة لأنه ربما يفتقر لتأييد الجيش القوي على اعتاب انتخابات الرئاسة في 2011 حيث لا يوجد خليفة واضح للرئيس محمد حسني مبارك الذي لم يفصح بعد ان كان سيسعى لتولي الرئاسة لفترة اخرى.
وقال مسؤولون انه من المرجح ان يفعل ذلك لكن الكثير من المصريين يعتقدون ان جمال البالغ من العمر 46 عاما الذي عمل في السابق في بنك استثمار يجري اعداده لتولي حكم أكبر الدول العربية تعدادا للسكان.
وذكرت البرقية ان هذا الاحتمال غير مؤكد نظرا لان الجيش كان له دور مركزي في اختيار آخر أربعة رؤساء في مصر كانوا جميعا ضباطا بالجيش.
وذكرت برقية أرسلها السفير الأميركي السابق فرانسيس ريتشاردون تحمل تاريخ مايو 2007 ونشرها موقع ويكيليكس «جمال لم يخدم كضابط بالجيش ونحن نعتقد انه لم يكمل الخدمة العسكرية الاجبارية».
ومضت البرقية تقول «كثير من المراقبين عبروا عن الرأي بأن التوقيت عامل حاسم لاحتمال تولي جمال الرئاسة، فقاعدة قوته هي والده».
وتابعت «وبينما يمكن تنصيبه خلفا لوالده فان المهمة ستصبح أكثر صعوبة بكثير وان كانت غير مستحيلة عندما يرحل من المشهد وتصبح الولاءات الشخصية له شيئا من الزمن الماضي».
ونقلت برقية ديبلوماسية في سبتمبر 2008 عن استاذ للعلوم السياسية بجامعة القاهرة قوله ان ضباطا بالجيش أبلغوه بأن القوات المسلحة لا تؤيد جمال وان الجيش يفضل الاستيلاء على السلطة على ان يسمح لجمال ان يخلف والده اذا توفي مبارك وهو في السلطة.
وذكرت برقية ريتشاردون في 2007 ان مدير المخابرات العامة عمر سليمان سيتعين ان يظهر في أي تحرك لتولي جمال مبارك الرئاسة ربما كشخصية انتقالية وان كان من غير الواضح كيف سيستجيب سليمان لمثل هذا التحرك اذا مات مبارك.
وقالت «أبلغنا صديق شخصي مزعوم لسليمان ان سليمان يمقت فكرة ان يصبح جمال رئيسا وانه أيضا تألم بشدة شخصيا من مبارك الذي وعده بأن يعينه نائبا للرئيس منذ عدة سنوات ثم تراجع».
وقالت البرقية ان حلفاء جمال في الحكومة من رجال الاعمال يقفون وراء اجراءات التحرر التي أحدثت نموا اقتصاديا سريعا خلال السنوات الست الماضية، لكنها فشلت في الفوز بتأييد عريض بين فقراء مصر الذين يقولون ان الفوائد لم تصل اليهم.
ويرى معظم المحللين انه لا توجد فرصة تذكر لاندلاع ثورة اجتماعية في انتقال السلطة لكن مبارك لم يختر نائبا مما خلق شكوكا بشأن كيفية سير عملية الانتقال.
وقالت برقية أخرى في 2007 ان خليفة مبارك سيكون على الارجح ضعيفا سياسيا وقد يتحدث «بلهجة معادية لأميركا» في بداية ولايته لتأمين أوراق اعتماده الوطنية وسينأى بنفسه عن سياسات سلفه.
وأضافت ان خليفة مبارك قد «يمد غصن زيتون» للاخوان المسلمين مثلما فعل رؤساء مصريون سابقون مثل أنور السادات. وفي برقية نشرها الاسبوع الماضي موقع ويكيليكس كتبت السفيرة الأميركية في القاهرة مارغريت سكوبي في مايو 2009 تقول ان مبارك من المحتمل ان يرشح نفسه لفترة ولاية سادسة في 2011 وانه بالتأكيد سيبقى في السلطة حتى وفاته.