في قصر ريفي فخم في منطقة سافولك شرق لندن والذي وضع في تصرفه من جانب احد مؤيديه، بدأ مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج، نظام الحرية المشروطة الذي قد يستمر اشهرا بانتظار نتائج اجراءات التسليم التي تقدمت بها السويد ضده. وقال أسانج لدى وصوله الى مكان إقامته الجبرية «انها حملة تشهير ناجحة جدا وغير مبررة إطلاقا، وشعوري بأن هناك عددا من المصالح المختلفة، شخصية ووطنية ودولية، تتأجج كلها من هذا المسار وتشجع عليه»، متوقعا حصول تطور جديد في الملف.
وتابع أسانج: أعلمني المحامون الذين يوكلون عني بأن محاولة جديدة من التشهير ترتبط بهذا التحقيق ستحصل في وقت ما.
وصباح امس، اجتاح عشرات المصورين والصحافيين هذا المسكن المعزول في الريف المغطى بالثلوج، وذلك في أمل انتزاع تصريحات من أسانج.
وكان أسانج قال في وقت سابق لدى مغادرته المحكمة العليا في لندن التي افرجت عنه امس الاول «لقد تناهت الى مسامعنا اشاعة نقلها محام في الولايات المتحدة وهي اشاعة غير مؤكدة الا انها تفيد بأنه تمت ادانتي في الولايات المتحدة، لذا فهناك العديد من دواعي القلق لان يتم تسليمي الى الولايات المتحدة. وارتفعت أصوات في واشنطن تؤيد ملاحقة مؤسس موقع ويكيليكس بتهمة «التجسس»، في وقت لايزال الموقع ينشر مئات الاف البرقيات الديبلوماسية المربكة جدا للولايات المتحدة. واكدت متحدثة باسم القضاء الاميركي وجود «تحقيق جار حول ويكيليكس».
وفي استراليا، اشارت الشرطة والقضاء امس الى انهما لن يلاحقا جوليان أسانج، لانه لم ينتهك ايا من القوانين الخاضعة لصلاحيتها عندما نشر برقيات ديبلوماسية اميركية، رغم تصريحات لرئيسة الوزراء جوليا غيلارد وصفت فيها مؤخرا انشطة ويكيليكس بأنها «غير مسؤولة بتاتا» وغير قانونية.
وبعد اعتقاله في السابع من ديسمبر في لندن بناء على مذكرة توقيف اوروبية اصدرتها السويد، حظي أسانج بإطلاق سراح مشروط امس الاول من جانب المحكمة العليا في لندن بانتظار اجراءات تسليمه الى السويد. وقد تستغرق هذه العملية اشهرا عدة بسبب احتمال تقديم طعون عدة. وسيتم تحديد موعد للمحاكمة في هذا الملف في 11 يناير. وحذر جوليان أسانج من ان حريته المستعادة وان كانت مشروطة ستسمح بتسريع بث التسريبات التي لاتزال تنشر على الموقع. وقال مساء الخميس الماضي «الآن وقد عدت لقيادة سفينتنا، سيتواصل عملنا بشكل أسرع».
وفي سياق متصل، وعد قراصنة معلوماتية من مجموعة انونيمس التي شنت سابقا هجمات على فيزا وماستركارد بأن تطلق اليوم حملة لدعم مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج.
وجاء في رسالة نشرت على صفحة مجموعة انونيمس على موقع تويتر ان «عملية بيبرستورم (العاصفة الورقية) تدعو انصار ويكيليكس الى طبع شعار او رمز او اي شيء ظاهر او قوي» لإظهاره اليوم في محطات الوقود ومحطات القطار او اي مكان عام آخر.
وعن أحدث التسريبات ذكرت وثائق ديبلوماسية أميركية سرية نشرها موقع ويكيليكس أن الولايات المتحدة عملت على عرقلة محاولات سورية الحصول على مكونات الأسلحة الكيماوية بعد حصولها على معلومات تشير إلى أن مؤسسة في سورية تحاول الحصول على مكونات هذه الأسلحة من شركتين هنديتين.
ونقلت صحيفة الغارديان امس عن الوثائق أن الشركتين الهنديتين اللتين حجبت هويتيهما «يعتقد أنهما تلقتا زيارات من المؤسسة السورية في الأشهر الثلاثة الماضية وربما كانتا قريبتين من عقد صفقات معها».
وذكرت الوثائق «نود أن نحيط الحكومة الهندية بهذه المعلومات انطلاقا من التزاماتها العامة بوصفها دولة طرف في اتفاقية الأسلحة الكيماوية والتي تملي على الدول الموقعة عدم تقديم مساعدة لأي دولة لتطوير أسلحة كيماوية تحت أي ظرف من الظروف كما أن الولايات المتحدة اعربت عن اعتقادها بأن الهند تعد شريكا قويا في قضايا منع الانتشار النووي ولذلك فإننا نسعى إلى مساعدتها في التحقيق في هذا النشاط واتخاذ جميع الخطوات اللازمة لمنع الشركات الهندية من توفير معدات الأسلحة الكيماوية والجرثومية إلى سورية».
الى ذلك اعربت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون لرئيس اذربيجان إلهام علييف عن اسفها للتسريبات التي نشرها موقع ويكيليكس لبرقيات ديبلوماسية اميركية سرية وصفت احداها الرئيس الاذري بزعيم مافيا، كما اعلنت وزارتها امس الاول.
أخت أوباما ترحب بالتسريبات
هايدلبرغ ـ د.ب.أ: رحبت أخت الرئيس الأميركي باراك أوباما غير الشقيقة بنشر وثائق سرية أميركية عبر موقع ويكيليكس. وقالت أوما أوباما في مدينة هايدلبرغ اول من امس «من المقبول القيام بهذا». وأضافت أوباما التي تعمل منذ تسعينيات القرن الماضي صحافية حرة في ألمانيا «حرية الصحافة مهمة للغاية»، وقالت «ويكيليكس لديه المعلومات، لكن السؤال هو ما الذي سيحدث بهذه المعلومات؟ هل يمكن أن تؤثر بشكل جيد أم سيئ؟». وأعربت أوباما عن أملها في التعامل الموضوعي مع الأخبار التي يتداولها الإعلام وقالت «يتعلق الأمر عادة بالحدث ورد الفعل دون الانشغال بمسألة الأمور التي يمكن القيام بها بوجه أفضل».