وضع «بارغ خانا»، اصغر مستشاري الرئيس الاميركي باراك اوباما في حملته الانتخابية الرئاسية تصورا للوضع الذي قد يكون عليه العالم خلال العام المقبل وما يعقبه من سنوات، ورأى ان ايران قد تشهد انقلابا، مستبعدا قيام دولة فلسطينية، في وقت تقوم دولة كردية في العراق، وتتحد فيه الكوريتان، ويصعد نجم الصين.
وقال خانا (33 عاما) في سياق مقابلة صحافية، ان العالم خلال العام الجديد، سيشهد تطورات غير مسبوقة، وربما كان التطلع اليها في الماضي ضرب من الخيال، واضاف: «لست من اولئك الذين يؤمنون بالتطير والدجل، ولكن واقع الحال ونظريات التحليل السياسية والاقتصادية، تعطينا امكانية يمكن من خلالها قراءة المستقبل القريب».
ويرى خانا انطلاقا من تحليلاته ان ايران ستقبل في العام الجديد على انقلاب من الداخل، إذ ان تعارض المصالح بين القوى الدينية المحافظة ونظيرتها العلمانية متمثلة في الجيل الجديد ستتعارض، وربما مهد الى ذلك ـ وفقا لاعتقاد خانا ـ عدد من الهزات التي شهدتها ايران منذ الانتخابات الرئاسية في طهران، وستقود تلك الهزات الى تغيير في ميزان القوى داخل هذا البلد، غير ان خانا رأى ان هناك العديد من علامات الاستفهام التي تحيط بالقوى التي ستسيطر على مقاليد الحكم الايراني، ولكنه قال في الوقت ذاته انه من الواضح ان تولد قوة اخرى مناهضة للنظام الايراني بقيادة احمدي نجاد.
وفيما يتعلق بالملف النووي الايراني قال الباحث الاميركي «الصغير»: «لا اعلم ما اذا كانت ايران ستنتقل الى نقطة اللاعودة الخاصة ببرنامجها النووي، ولكنني على قناعة بأن الغرب سينجح بنسبة 50% في كبح جماحها النووي، وليس من الواضح ايضا كيفية التوفيق في تلك الخطوة، وهل ستكون عن طريق العمل العسكري ام عبر الحلول الديبلوماسية». مشيرا الى انه من الصعب توقع ما سيحدث في هذا الملف الشائك، لاسيما ان التطورات التي ستطرأ عليه قد تستغرق ما لا يقل عن 5 سنوات.
أما فيما يخص مستقبل الولايات المتحدة كدولة عظمى، فاعتبر خانا ان الولايات المتحدة ستظل محتفظة بمكانتها تلك لعدة سنوات، غير انها لن تستطيع في الوقت ذاته مواصلة احتكار هذه الوضعية بمفردها، وقال: «ارى صعودا لقوى اخرى غير الولايات المتحدة، وربما ستنافسها في هذا الموقع الصين بالإضافة الى الكتلة الاوروبية»، واضاف: انني على ثقة بأن اوروبا ستتمكن من اقتناص موقع متقدم خلال القرن الواحد والعشرين، انها استقت العبرة من تجربة الماضي، ففي اعقاب الأزمة المالية العالمية، باتت العديد من الدول على قناعة بأنه لا مناص من تعزيز مكانة البنك الاوروبي ومعه اقتصاد اوروبا بشكل عام، وبالإضافة الى القوة الاقتصادية فستحصل اوروبا على القوة السياسية التي تتناغم الى حد كبير مع صعود مستويات اوروبا الاقتصادية.
كما انه من المتوقع ـ وفق تقديرات ـ خانا ان تتآلف دولتان مثل بريطانيا وفرنسا عسكريا، إذ انه من المحتمل ان ينضم جيشيهما ليصبحا جيشا واحدا، كما سيصبح اليورو قويا، مما يحدو بدول عديدة الى محاولة الانضمام للاتحاد الاوروبي، لذلك ستكون اوروبا اكثر توفيقا من غيرها، بحسب خانا.
ولم يتجاهل الباحث الاميركي بارغ خانا ملف الكوريتين، حينما اشار الى ان الكوريتين الشمالية والجنوبية يقفان على اعتاب المصالحة، رغم التوترات الاخيرة التي نشبت بينهما، واضاف: «اعتقد ان الكوريتين سيتحدان خلال العقد المقبل، وان بوادر هذا الاتحاد ستظهر العام المقبل، عندما يتم تصفية معظم الخلافات بين الجانبين، إذ ستعرب كل من سيئول وبيونغ يانغ عن سأمهما القتال الدائر بينهما منذ سنوات طويلة وتقرران المصالحة، ومن المرجح ان تقود الصين هذه المصالحة لتصبح الكوريتين متحدتين مثل ألمانيا».