فيينا ـ خاص «الأنباء» والوكالات
في تقرير ديبلوماسي من فيينا لـ «الأنباء» ان الضغوط الأميركية على إيران، على خلفية ملفها النووي مرشح للتصاعد، كنتيجة للجولة الأخيرة من المفاوضات العقيمة بين طهران والدول الـ 5 + 1 في جنيف، إضافة وأساسا، بتأثير كتاب وجه الى الرئيس الأميركي باراك أوباما بتوقيع عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الخاضعين لتوجيهات اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، والذي أعلنوا فيه عن كبير قلقهم من تطور الصناعة النووية في إيران.
وكانت الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن زائد ألمانيا قد اتفقت مع إيران خلال محادثات جنيف في السادس والسابع من ديسمبر الجاري على استئناف المباحثات في تركيا خلال يناير المقبل.
ويقول التقرير ان الخلاف قائم حول رغبة إيران في التطرق الى مختلف المسائل ضمن سلة واحدة، وبينها موضوع النووي الإسرائيلي، بينما ترفض الولايات المتحدة وحلفاؤها البحث في أي أمر قبل ان توقف طهران تخصيب اليورانيوم كليا أو جزئيا على الأقل.
ويتمسك كل طرف بطرحه، الطرف الإيراني معتد بازدياد مخزونه من اليورانيوم الضعيف التخصيب واليورانيوم المخصب بنسبة 20%، ومستند الى صحة شكوكه في سياسة الرئيس الأميركي أوباما على هذا الصعيد، بما نشره «ويكيليس» من وثائق، خصوصا بالنسبة لانفتاحه المزعوم على إيران، إلى جانب ما أظهره للعالم من قدرة على استخراج اليورانيوم وتصنيع «الكعكة الصفراء»، ما يؤكد قرب حصولها على الوقود النووي الكامل، وهذا يوفر الدعم الكبير للنظام الذي استطاع جر الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن ومعهم ألمانيا الى الجلوس في مواجهة إيران منفردة، وهو ما يؤكد قوتها ومكانتها في المنطقة.
بالمقابل يضيف التقرير ان الدول الدائمة العضوية ومعها ألمانيا تعتقد ان العقوبات القاسية التي فرضها مجلس الأمن على إيران شديدة الإيلام بعكس ما تتمظهر به طهران.
كما يبدو ان هذه الدول تراهن على الانتكاسات التي نتوقع ان تصيب البرنامج النووي الإيراني من جراء استهداف العلماء الإيرانيين، والفيروسات التي يجري زرعها في برامج تشغيل معامل التخصيب، وندرة قطع الغيار للطاردات المركزية.
ويشيد التقرير الديبلوماسي الى ان الدول الـ 5 + 1 تراهن أيضا على المصاعب السياسية الداخلية في إيران، استنادا الى تداعيات الأزمة السياسية التي ترتبت على إعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد، ونقل التقرير عن صحيفة الغارديان البريطانية، انه على أثر تلك الأحداث وضع الحرس الثوري الإيراني خطة طوارئ تقضي بنقل المرشد الأعلى السيد علي خامنئي والرئيس نجاد الى بلد عربي غير مجاور لإيران ذكره التقرير بالاسم، في حال خرج الوضع في طهران عن السيطرة.
ويستنتج التقرير انه في ضوء محادثات جنيف وقبلها فيينا، حيث تناول محافظو الوكالة الدولية للطاقة النووية، هذا الأمر، تبين ان إيران توافق على إرسال كامل مخزونها من اليورانيوم المخصب الى روسيا لتحويله الى وقود صالح للاستعمال الطبي في طهران او كوقود نووي لإنتاج الكهرباء في مفاعل بوشهر، بالمقابل توافق الدول الغربية على استمرار التخصيب في إيران، شرط عدم زيادة الطاردات المركزية مع إخضاع هذه العملية للتحقق الدقيق من قبل الوكالة الدولية.
إلى ذلك أكد رئيس البرنامج النووي الإيراني علي أكبر صالحي بعيد توليه امس رسميا مهامه على رأس وزارة الخارجية، ان أولويته الكبرى تكمن في تعزيز العلاقات مع السعودية وتركيا. وعين صالحي وزيرا للخارجية بالوكالة خلفا لمنوچهر متكي الذي أقاله الرئيس محمود احمدي نجاد في 13 ديسمبر.
وصرح صالحي (61 عاما) الذي يدير برنامج ايران النووي بعيد توليه منصبه، ان «كبرى أولويات ايران ديبلوماسيا ينبغي ان تكون الجيران والعالم الإسلامي. في هذا الإطار للسعودية وتركيا مكانة خاصة»، حسبما نقلت وكالة الانباء الايرانية (مهر).
وتابع صالحي ان «السعودية تستحق اقامة علاقات سياسية مميزة مع ايران. ايران والسعودية يمكنهما كدولتين فاعلتين في العالم الإسلامي حل الكثير من المشاكل معا».
وترتدي تصريحات صالحي حول السعودية أهمية خاصة بعد كشف موقع ويكيليكس عن مذكرات ديبلوماسية أميركية تظهر هاجس الرياض من تهديدات طهران.
من جهة اخرى، تعززت العلاقات في الأشهر الاخيرة بين طهران وأنقرة التي أبرمت في مايو الماضي ومعها البرازيل اتفاقا مع ايران.
وتستضيف تركيا أيضا الجولة المقبلة من المفاوضات بين ايران والقوى الست الكبرى في اسطنبول بعد تلك التي جرت في جنيف في السادس والسابع من ديسمبر.
وقد كررت تركيا دعواتها الى متابعة الجهود الديبلوماسية لتسوية الخلاف النووي الإيراني.
وقال صالحي ان «تركيا دولة قوية تتمتع بموقع استراتيجي وتشاطر إيران أسسا ثقافية وعقائدية».
واضاف ان ايران والاتحاد الأوروبي «سيستفيدان» اذا غير الاتحاد الأوروبي موقفه حيال طهران «من المواجهة الى التفاعل في أسرع وقت».
وتابع: «على الرغم من عدد من التحركات غير العادلة التي أجراها الاتحاد الأوروبي، فإنه يريد علاقات يسودها الاحترام مع ايران لعدد من الأسباب من بينها الطاقة».
وشدد صالحي على أهمية تحسين العلاقات مع سورية والعراق واذربيجان وافغانستان وباكستان وروسيا والصين.