لأول مرة منذ تنحيته، خرج وزير الخارجية الايراني الاسبق منوچهر متكي عن صمته ووصف قرار الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إقالته بينما كان في مهمة خارجية في السنغال بأنه «يتناقض مع تعاليم الإسلام ومهين».
ونقلت وكالة أنباء «مهر» عن متكي القول: «هذا التصرف مع وزير يقوم بمهمة في الخارج يتناقض مع تعاليم الإسلام ومع الأعراف السياسية والديبلوماسية ومهين تماما».
ونفى متكي صحة ما قاله نائب الرئيس محمد رضا رحيمي في مراسم الوداع التي أجريت يوم أمس الأول، ولم يشارك فيها متكي، والتي قال فيها إن الرئيس أبلغه بقرار الاستغناء عنه قبل زيارته للسنغال.
وقال متكي: «لقد التقيت بأحمدي نجاد قبل الزيارة، ولم يثر هذا الموضوع على الإطلاق: لا الإعفاء المفاجئ ولا تلك المراسم الوداعية المثيرة للسخرية».
على صعيد آخر، هرع المواطنون الإيرانيون إلى محطات الوقود في مدن مختلفة بعد دقائق قليلة على الإعلان الرسمي عن رفع الدعم الحكومي عن الوقود والسلع الغذائية في البلاد وأن سعر البنزين سيرتفع اربعة اضعاف. فيما تحدثت بعض التقارير الواردة عن حالة استنفار لقوات الشرطة والباسيج ونزول هذه القوات إلى الشوارع في كل من طهران ومشهد وساري وتبريز، خشية حدوث مواجهات في الشوارع أو محطات الوقود.
وتقول بعض المصادر إن قوات مكافحة الشغب انتشرت في الشوارع المحيطة بجامعة طهران فور الإعلان الرسمي عن رفع الدعم الحكومي عن المحروقات.
وقد أعلن التلفزيون الرسمي الايراني في ساعة متأخرة الليلة قبل الماضية، أن سعر البنزين سيرتفع اربعة امثال ما كان عليه خلال الايام المقبلة مع بدء سريان اكثر الاجزاء حساسية من الناحية السياسية في خطة الرئيس محمود احمدي نجاد لخفض الدعم والتي اعلنها أمس الاول في اطار برنامجه للإصلاح الاقتصادي الذي يتضمن رفع الدعم الحكومي تدريجيا عن سلع أساسية كالطعام والوقود.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن أحمدي نجاد قوله في مقابلة تلفزيونية مساء أمس الأول إن تطبيق البرنامج الذي بدأ اعتبارا من الامس، سيتم بموجبه رفع الدعم الحكومي بشكل تدريجي على فترة خمس سنوات.
وقال الرئيس الايراني «ليس لدينا حاليا سياسة تحرير الأسعار بل ننتهج سياسة تعديل الأسعار».
وتابع قائلا «حتى تبدأ الخطة بطريقة طيبة وبتوتر أقل اتخذنا خطوات إضافية من بينها إعلان البنزين بالسعر المدعوم بالكامل لمدة شهر إضافي».
ووصف الرئيس الإيراني هذه الخطوة «بأنها اكبر إصلاح اقتصادي في البلاد».
ونسب تلفزيون «برس تي في» الإيراني الى مسؤول ايراني قوله ان سياسة دعم الطاقة تكلف الحكومة الإيرانية نحو 100 مليار دولار سنويا.
يشار الى انه بموجب برنامج الدعم كان كل فرد إيراني يتلقى 810 آلاف ريال (80 دولارا) كل شهرين.
من جهة أخرى، وصف الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد مفاوضات جنيف مع دول مجموعة 1+5 بشأن برنامج بلاده النووي والتي جرت مطلع الشهر بأنها كانت إيجابية، وقال «إن المفاوضات في مجملها كانت جيدة».
ونقلت وكالة (فارس) الإيرانية شبه الرسمية عن نجاد اعرابه عن أمله في أن تسير الأجواء نحو التفاهم والتعاون.
وقال «إنه درس بعناية ملخص الاجتماعات، وانه احتوى على نقاط إيجابية، وحان الوقت بالنسبة إليهم للانتقال من سياسة المواجهة إلى سياسة التفاهم، فالجميع سيخرجون منتصرين معها».