حدد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مسار السياسة الخارجية التي سيعتمدها في عهده خلال خطاب ألقاه امس في الاليزيه امام 180 سفيرا.
صداقة فرنسا مع الولايات المتحدة الأميركية ودعمها لاتحاد أوروبي قوي ودعوة روسيا الى التخلي عن «فظاظتها» فضلا عن متابعته أزمات الشرق الأوسط بما فيها لبنان والعراق وفلسطين وباكستان مشددا على ضرورة تجنب خطر حصول مواجهة بين الاسلام والغرب.
ودعا الى تأمين «تعاون كامل» بين الأجهزة الأمنية للدول المعنية لمواجهة التهديدات الارهابية، مشيرا الى ان «التحدي الاول» للغرب وأوروبا هو خطر حصول مواجهة مع الاسلام «تريدها المجموعات المتطرفة مثل تنظيم القاعدة التي تحلم بإقامة خلافة من اندونيسيا الى نيجيريا ترفض اي انفتاح وأي حداثة وأي فكرة حول التنوع».
وبالنسبة للدور الروسي في «النظام العالمي» دعا الرئيس الفرنسي موسكو الى التخلي عن «الفظاظة» عبر تقديم مساهمة «ايجابية» في حل المشكلات الدولية.
أما بالنسبة للولايات المتحدة التي اكد ضرورة محافظة فرنسا على صداقة قوية معها فطالب في خطابه تحديد «أفق واضح» فيما يتعلق بانسحاب القوات الاجنبية من العراق مؤكدا انه «لا يوجد إلا حل سياسي» للازمة العراقية.
وعن الدور السوري في لبنان دعا الرئيس الفرنسي «كل الاطراف الاقليمية، وبينها سورية» الى التصرف بشكل يسمح بالخروج من الأزمة في لبنان من خلال الانتخابات الرئاسية المرتقبة.
واضاف ان «الحوار الذي استؤنف يجب ان يستمر للوصول الى مخرج للأزمة يبدأ من الاعلى: رئيس منتخب ضمن المهل الدستورية وبحسب الدستور، يعتبره جميع اللبنانيين ممثلا لهم ويكون قادرا على العمل مع الجميع، في الداخل مع الطوائف المختلفة، وفي الخارج مع كل شركاء لبنان الكبار». واضاف: «كل الاطراف الاقليمية، وبينها سورية، يجب ان تعمل من اجل تشجيع مثل هذا الحل. اذا سارت دمشق في هذا الطريق، فستتوافر ظروف حصول حوار فرنسي - سوري».
أما موقفه من ايران فدعم اعتماد سياسة «انفتاح» تجاهها اذا احترمت التزاماتها في المجال النووي، مؤكدا من جديد انه من «غير المقبول» ان تمتلك طهران السلاح النووي.
وقال ساركوزي ان «امتلاك ايران للسلاح النووي امر غير مقبول بالنسبة لي» مؤكدا «حزم فرنسا التام في الخطوة الحالية التي تجمع بين العقوبات المشددة ولكن ايضا الانفتاح ان اختارت ايران احترام التزاماتها».
واضاف ان «هذه الخطوة هي الوحيدة التي يمكن ان تسمح لنا بتجنب بديل وصفه بالكارثي: القنبلة الايرانية او قصف ايران»، واصفا الازمة الايرانية بانها «دون شك اخطر» الازمات التي يواجهها النظام الدولي. وعن الوضع الفلسطيني، اكد ساركوزي ان فرنسا ستبقى معارضة لانشاء «حماستان» في قطاع غزة، في اشارة الى استيلاء حركة حماس على القطاع في منتصف يونيو الفائت.
وقال ان «جهودنا وجهود اللجنة الرباعية والدول العربية المعتدلة يجب ان تخصص لاعادة بناء السلطة الفلسطينية باشراف رئيسها».
واضاف: «لكن من الضروري ايضا اعادة اطلاق دينامية جديدة حقيقية للسلام على الفور تؤدي الى انشاء دولة فلسطينية».
أما باكستان الداخلة في أتون ازمة سياسية وأمنية خطيرة، فدعاها الى انتهاج «سياسة اكثر حزما» ضد تنظيم القاعدة وحركة طالبان، وأعد بمساعدتها.
الصفحة في ملف ( pdf )