بيروت - عمر حبنجر
الاستحقاق الرئاسي في لبنان، حديث كل يوم، وهكذا سيبقى حتى موعد الانتخابات الرئاسية بدءا من 25 سبتمبر المقبل.
فبعد الموقف الفرنسي الذي اعلنه الرئيس نيكولا ساركوزي امس الاول والذي حمل تشديدا على اجراء الانتخابات الرئاسية في لبنان، عاد السفير الاميركي جيفري فيلتمان الى بيروت بما يفترض ان تكون اجوبة اميركية على اسئلة كان رئيس البرلمان اللبناني المحسوب على المعارضة قد طرحها عليه.
وعلى هذا فإن ما سيقوله الرئيس بري في احتفال ذكرى اختفاء الامام موسى الصدر، مؤسس حركة «امل»، يوم الجمعة المقبل في بعلبك يستحق الانتظار كذلك البيان الشهري لمجلس المطارنة الموارنة قبيل سفر البطريرك صفير الى الڤاتيكان بهدف اعطاء البابا الدور الملائم في الاخراج الرئاسي الذي يرفض ان يكون تصادميا.
وزير التربية الوطنية خالد قباني قال: ان الآمال معقودة على ادراك القيادات اللبنانية انه فيما لو لم يتم انتخاب رئيس الجمهورية فسيدخل لبنان في المجهول، «وهذا ما يدفعنا الى السعي لإتمام هذا الانتخاب بأي وسيلة، لأن لبنان سيكون مهددا بانقسام خطير وفي مصيره ايضا».
وفي هذا السياق، تحدثت معلومات عن زيارة مرتقبة لموفد اميركي رفيع الى بيروت للمشاركة في الاتصالات الجارية وربما كان ديڤيد وولش مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط، الذي كان زار باريس وتباحث مع المسؤولين الفرنسيين بالشأن اللبناني.
وتظهر في الافق اللبناني اكثر من اشارة على صورة الرئيس اللبناني العتيد بدأت تتبلور بين واشنطن وباريس والرياض وطهران، وتاليا دمشق، التي اظهر حلفاؤها في بيروت ارتياحهم للنفي الذي صدر عن وزير الخارجية احمد ابوالغيط في القاهرة لدقة الكلام الذي نقله رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط، من قول الرئيس مبارك له في اعقاب اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري: «ان بشار سينسحب من لبنان وسيحاسب».
زوار الديمان نقلوا عن البطريرك نصرالله صفير دعوته الى التفاهم وعدم التصادم والتشديد على المجيء برئيس توافقي يرقى الى مستوى طموح اللبنانيين، محذرا من اعتماد نصاب النصف زائد واحد لانتخاب الرئيس لأنه سيؤدي الى انقسام لبنان. وفي حوار صحافي قال: «ان وضعنا يائس لسوء الحظ، رافضا مقاطعة الانتخابات الرئاسية».
بدورها كتلة الاصلاح والتغيير النيابية التي يرأسها العماد ميشال عون رأت بعد اجتماعها مساء أمس الأول ان الاستحقاق الرئاسي يجب ان يأخذ بأمرين، الأمر الأول: التمثيل المسيحي الصحيح للمرشح الرئاسي، والأمر الثاني والأهم: ان يكون هناك مضمون سياسي للرئيس، بمعنى ان تأتي الرئاسة كمشروع حل وليست فقط لاستحقاق تقني، ومجرد املاء مقصد شاغر.
وقال النائب ابراهيم كنعان الذي تلا بيان الكتلة ان هناك الكثير ممن يستطيعون املاء المقعد لكن ليس هناك الكثير ممن لديهم رؤيا وطنية والقادرين على ان يلزموا أنفسهم ومجتمعهم بالقرارات التي سيتفقون عليها مع بقية اللبنانيين.
ومن جانبه، قال عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسين الحاج حسن: ان الأيام المقبلة ستكون حرجة، وان المعارضة ستتصدى لاسقاط أي مشروع غير دستوري.
إلى ذلك اعتبر العماد ميشال عون ان السياسة الأميركية في لبنان الرامية الى مقاطعة حزب الله ستؤدي الى التصادم بين اللبنانيين.
وقال ان حزب الله وحلفاءه يشكلون ثلث الشعب اللبناني، وهذا شرط غير معقول، لكوننا نعمل لسياسة مصالحة وتفاهم بين اللبنانيين، وتطبيق القرارات الدولية بالتفاهم مع بقية الأطراف. والمطلوب اليوم عزل حزب الله عن السياسة اللبنانية، وان يكون الرئيس ضد حزب الله ومع السياسة الأميركية، وهذا غير ممكن في رأي العماد عون الذي اضاف قائلا: «ان مثل هذه السياسة يمكن ان تسبب التصادم بين اللبنانيين وتؤدي الى قيام حرب أهلية».
وطالب عون الأميركيين بإعادة النظر في هذه السياسة وقبول سياسة التفاهم التي نرسمها نحن اللبنانيين بعضنا مع بعض. ولا يكفي ان تصدر هذه السياسة عن الادارة الأميركية حتى نطبقها، ونحن نستطيع مقاومتها ورفضها، بما يؤدي الى تحقيق التعايش بين اللبنانيين بعضهم وبعض، وانهاء خلافاتنا بالطرق السلمية.
وفي حديث تلفزيوني قال عون «ان الرئيس التوافقي هو من يحمل برنامجا ويقدر ان يلتزم به ويلزم الآخرين به. وما عدا ذلك فهو مضيعة للوقت. وقد تستمر الأزمة سنوات وسنوات اذا لم نتوصل الى انتخاب رئيس قادر على مواجهة المشاكل وأهمها القرارات الدولية التي تتعلق بلبنان».
الصفحة في ملف ( pdf )