كشفت تقارير إخبارية اسرائيلية عن ان عمليات البناء في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة ومدينة القدس شهدت ازديادا ملحوظا خلال الأشهر الثلاثة الاخيرة حيث اقر بناء نحو 13 ألف منزل فيها.
وذكرت صحيفة «يديعوت احرنوت» الإسرائيلية في عددها الصادر أمس ان «عمليات البناء هذه تواصلت على نحو مكثف منذ انتهاء فترة تجميد البناء في المستوطنات التي كانت الحكومة الاسرائيلية قد اقرتها والتي انتهت في الاسبوع الأخير من شهر سبتمبر الماضي».
ونبهت الى «ان هذه العمليات تجري على نحو غير مسبوق من حيث الكثافة وتنفذ في مستوطنات تريد اسرائيل ان تكون في داخل حدودها في حال التوصل لاتفاق مع الفلسطينيين في المستقبل».
ونقلت الصحيفة عن تقرير لحركة «السلام الآن» الاسرائيلية المعارضة للاستيطان القول «بدأت عمليات البناء لإقامة ما لا يقل عن 1712 وحدة سكنية جديدة في الفترة الاخيرة فيما تتواصل اقامة المشاريع الكبيرة على نحو واضح في كثير من المستوطنات».
وأكد تقرير الحركة «ان الكثير من عمليات البناء هذه يجري الآن في مستوطنات صغيرة ونائية بالضفة الغربية المحتلة» موضحا ان «مشاريع البناء الكبيرة تنفذ الآن في نحو 65 مستوطنة».
وأوضح ان 76 وحدة سكنية تقام الآن في مستوطنة «كودميم» منذ انتهاء فترة التجميد فيما تجري اقامة 60 وحدة في مستوطنة ريفيفا «سلفيت» و58 منزلا في مستوطنة «اليعازر» وكذلك 42 منزلا في مستوطنة «كرمي تسور» و30 منزلا في مستوطنة «نيريا».
ووفق التقرير فإن «البلدوزرات الاسرائيلية تعمل حاليا وعلى مدار الساعة على بناء منازل في مستوطنة «شاكيد» وكذلك في مستوطنات «باديول» و«ريحان» و«عطيرت» و«سويسا» و«معاليه مخماس» والتي ستقام بها عشرات المساكن.
وأشار الى «ان عملية البناء هذه بدأت بعد ان تعثرت مفاوضات السلام التي كانت تجري مع الفلسطينيين حيث قررت اسرائيل عدم تمديد فترة تجميد البناء في المستوطنات التي انتهى العمل بها نهاية سبتمبر الماضي». ورأت الحركة في تقريرها «ان نتائج ما يجرى الآن واضح للجميع ويؤكد ان الآلاف من اليهود الجدد سيسكنون في الضفة الغربية عندما يعود رئيس الحكومة الاسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس في النهاية للجلوس لإجراء مفاوضات مباشرة.
في سياق آخر، أفادت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» أمس بأن ضابطا وصفته بالبارز في الجيش الاسرائيلي أكد أن اندلاع حرب جديدة في غزة مسألة وقت ما دامت حركة المقاومة الاسلامية «حماس» تسيطر على القطاع.
ونسبت «بي بي سي» إلى الضابط الاسرائيلي الذي لم تكشف عن هويته قوله «إن حركة حماس أعادت تسليح نفسها بصورة أكبر منذ الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة قبل عامين وأصبحت الآن في موقع أقوى عسكريا».
واشارت إلى أن مسؤولين عسكريين اسرائيليين اعلنوا في وقت سابق أنهم سينشرون دبابات مزودة بنظام دفاعي صاروخي بالقرب من غزة في أعقاب تزايد الهجمات الصاروخية من القطاع الأسبوع الماضي.
معطف الريح
الى ذلك، أجرى الجيش الإسرائيلي الليلة الماضية تجربة لاختبار منظومة «معطف الريح» التي تعترض صواريخ مضادة للدروع.
وقالت الإذاعة الاسرائيلية أنه تم إطلاق صاروخ تدريبي مضاد للدروع لا يحمل رأسا حربيا متفجرا على دبابة مأهولة من نوع (ميركافا 4) جلس في داخلها أفراد طاقمها، عندما كانت تتحرك من مكان لآخر.
وأضافت أن المنظومة الدفاعية «معطف الريح» المزودة بها الدبابة رصدت الصاروخ وتصدت له أثناء تحليقه في الجو. وأكد ضابط بالجيش أنه تم إجراء هذه التجربة تحت ظروف مشددة من الأمان والسلامة بحيث لم يتعرض طاقم الدبابة لأي خطر.
يشار إلى أن عائلات جنود قتلى توجهوا بطلب إلى الجنرال غابي اشكنازي رئيس أركان الجيش الاسرائيلي مطلع هذا الأسبوع احتجاجا على نية لاختبار منظومة «معطف الريح» بواسطة إطلاق صاروخ حي على دبابة مأهولة وإثر هذا الاحتجاج تقرر إطلاق صاروخ تدريبي بدلا من صاروخ حي على الدبابة المأهولة.
وفي أعقاب التجربة الناجحة.. تقرر أن يتم نشر الكتيبة المدرعة الوحيدة في الجيش المزودة بمنظومة «معطف الريح» على حدود قطاع غزة الشهر المقبل وهي الكتيبة رقم 9 في لواء 401 المدرع.