شارك عمار الحكيم، رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي أمس في احتفالات عيد الميلاد التي أقامها المسيحيون بكنيسة انتقال مريم العذراء، في منطقة المنصور ببغداد.
وكان الاحتفال برعاية نيافة الكاردينال عمانوئيل دلي والنائب المسيحي يونادم كنا، وقد ألقيت فيه التراتيل الخاصة بقداس أعياد الميلاد. وعبر المشاركون في الاحتفال عن شكرهم وسعادتهم بهذه المشاركة التي «تؤكد معاني الأخوة بين العراقيين بغض النظر عن الانتماء الديني أو المذهبي أو الفكري».يأتي ذلك بعد أن قررت القيادات الدينية المسيحية في العراق إلغاء جميع مظاهر الاحتفالات التقليدية في مثل هذه المناسبة السنوية والاقتصار على اقامة الطقوس الدينية في الاديرة والكنائس كاجراء احترازي لمنع وقوع اعمال عنف قد تطول المسيحيين. من جانبه، هنأ الرئيس العراقي جلال طالباني مسيحيي بلاده في رسالة وجهها لهم متمنيا لهم «سنة مليئة بالمحبة والسلام وان تكون فاجعة كنيسة سيدة النجاة مبعثا لتلاحم العراقيين جميعا»، فيما هنأ رئيس مجلس النواب العراقي اسامة النجيفي في بداية جلسة امس المسيحيين العراقيين بمناسبة عيد الميلاد، مطالبا الحكومة العراقية بحماية المسيحيين العراقيين واعطاء الموضوع اولوية خاصة.
من جهته، دعا رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي المسيحيين في بلاده الى البقاء في وطنهم.
وجاءت دعوة المالكي في رسالة هنأ فيها المسيحيين بعيد الميلاد ليحثهم «على البقاء في وطنهم والتمسك به والمشاركة في بنائه وإعماره أسوة بباقي أبناء الشعب العراقي» معتبرا ان مغادرتهم العراق «تحت ضغط تهديدات الارهاربيين سيلحق ضررا فادحا بمكون اجتماعي يعتز به جميع العراقيين ويساهم دون قصد في تنفيذ المخططات المشبوهة التي تهدف الى إخلاء العراق من أبنائه المسيحيين». واعتبر محاولات «إبعاد المسيحيين عن وطنهم وأرضهم جريمة كبرى بحق الوحدة الوطنية هدفها تمزيق النسيج الاجتماعي وسلب العراق سمة التنوع الديني والفكري والقومي والمذهبي التي تميز بها عبر التاريخ».
وقال المالكي «اننا مصممون على الوقوف بقوة وحزم بوجه محاولات إفراغ العراق من المسيحيين الذين كان لهم دور مشهود في بناء حضارتنا العريقة». في سياق مواز احتفل الجنود الأميركيون في قاعدة بلد العسكرية العراقية بعيد الميلاد امس الأول وزين الجنود في القاعدة أشجار عيد الميلاد وتسلموا هدايا من رجل يرتدي زي بابا نويل.
وقالت اللفتنانت كولونيل كيمبرلي نورث جونز انها تستمتع بقضاء فترة الأعياد وهي قريبة من اسرتها ولكن يجب أن تكون سعيدة بالوقت الذي تقضيه في القاعدة، وتتمنى أن يكون آخر عين لها بالعراق. واضافت «عيد الميلاد يمثل تحديا بالنسبة لي شخصيا لأن والدي توفي عشية عيد الميلاد في آخر مرة ارسلت فيها. لذلك فإنه يمثل بالنسبة لي تحديا بعض الشيء بشكل شخصي ولكن لهذا السبب أشعر بالسعادة لأن أكون مع اناس آخرين لأن هذا هو الوقت الوحيد في العام الذي لا تريد أن تكون فيه وحيدا».