يوصف عام 2010 بامتياز في العراق بأنه عام الأزمة السياسية، وليس ذلك لما أثارته من جدل كان الشغل الشاغل للعراقيين طيلة معظم أشهر السنة وإنما أيضا لأنها شكلت سابقة أدخلت العراق في أكتوبر موسوعة غينيس للأرقام القياسية لفشله في تشكيل حكومة لأطول فترة تستغرقها أي عملية سياسية في تاريخ العالم الحديث.
ورغم الجدل السياسي، آثر آخرون الاحتفاظ بربط كل أعوام العراق الأخيرة بمشاهد الدم، وإن كان لما تعرض له المسيحيون الأثر الأسوأ هذا العام.
وأعطى البرلمان العراقي بعد مخاض عسير الثقة للحكومة العراقية الجديدة برئاسة نوري المالكي في الحادي والعشرين من الشهر الجاري والتي تضم 42 حقيبة وزارية إضافة الى 3 نواب لرئيس الحكومة وأدت اليمين القانونية.
الى ذلك، وعد وزير خارجية مصر احمد ابو الغيط وهو المسؤول العربي الأول الذي يزور بغداد بعد تشكيل الحكومة الجديدة امس بوضع جميع إمكانيات وخبرات بلاده لدعم العراق. وقال أبوالغيط في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي هوشيار زيباري «زيارتنا للتعبير عن أواصر الاخوة ومؤازرة الشعب العراقي لتجاوز الفترة الماضية بكل ما كان به من مأسي».
وأضاف «سوف نقدم كل خبراتنا وإمكانيات للشعب العراقي وسنزيد فاعليتنا في العراق» مشيرا الى انه «سيتم افتتاح رسمي للقنصلية المصرية في اربيل والبصرة التي تعمل حاليا».
وتابع: «سوف نمضي بدعم العراق وهو موقف مصري تقليدي على مدى عقود».
بدوره، قال زيباري ان «ابو الغيط هو المسؤول العربي الدولي الأول الذي يزور بغداد لتقديم التهنئة والتبريكات للحكومة التي تشكلت بإرادة العراق ومن خلال صناديق الاقتراع».
وأضاف زيباري ان زيارة ابو الغيط الى بغداد «تركت أثرا ايجابيا لدى الحكومة والمسؤولين في الدولة» مشيرا الى ان الوزير لديه «برنامج مكثف يلتقي خلاله المسؤولين العراقيين».
وأكد ان «العلاقات العراقية - المصرية تشهد قفزة نوعية وتطورا في جميع المجالات من حيث التمثيل الديبلوماسي والسياسي والتجاري» مشيرا الى ان «مصر سوف تفتح مكاتب تجارية لعدد من الوزارات المهمة في بغداد».
وقال زيباري ان «مصر بخبرتها وتجربتها الغنية قادرة على بناء القدرات العراقية للوزارات والمؤسسات التي تحتاج الى هذه الخبرة» مؤكدا ان «مصر الشقيقة الكبرى للدول العربية لن تبخل بذلك عن العراق».
وأكد زيباري ان لجنة وزارية يطلق عليها اسم التعاون والحوار الاستراتيجي يرأسها مع نظيره المصري ستعقد اجتماعا قريبا في بغداد.
وقال «لدينا قضايا ومشاريع مشتركة سنقوم بتفعيلها خاصة في مجال الاستثمار والتجارة والطاقة والكهرباء والإسكان». وأضاف ان «عددا من الوفود المصرية زار العراق وهناك فرص جيدة للمساهمة في مسألة إعادة بناء البلد».