مضى عام 2010 على الإمارات محملا بالإنجازات والأفراح وأيضا بعض الأحزان، ففيه احتفلت إمارة دبي بتدشين أطول ناطحة سحاب في العالم، ونظمت أبوظبي بنجاح بطولة كأس العالم السابعة للأندية، وقبلها قمة دول مجلس التعاون الخليجي.
وفي العام نفسه، فقدت الإمارات حاكم إمارة رأس الخيمة الشيخ صقر بن محمد القاسمي، والشيخ أحمد بن زايد آل نهيان، الأخ غير الشقيق لرئيس الدولة، وشهدت سقوط طائرة شحن أميركية.
بدأ عام 2010 مبهجا، ففي يومه الرابع دشنت إمارة دبي ناطحة سحاب يبلغ ارتفاعها 828 مترا، وبلغت تكلفتها 1.5 مليار دولار.
وأعلن حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تغيير اسمها من «برج دبي» إلى «برج خليفة بن زايد» رئيس الإمارات، في مفاجأة كبيرة لآلاف الحاضرين لحفل الافتتاح، الذي أبهر العالم بفقراته وألعابه النارية التي انطلقت من جميع طوابقه الـ 160.
وقبل أن ينقضي الشهر الأول، أعلن المكتب الإعلامي لحكومة دبي نقلا عن شرطة دبي العثور على محمود المبحوح القيادي في حركة حماس مقتولا في فندق بدبي.
وأكدت الشرطة الإماراتية بعد أيام قليلة كشفها غموض الحادث، موجهة الاتهام لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي، وعرضت مشاهد فيديو تصور أشخاصا من جنسيات غربية أثناء تحركهم في الفندق، ووجهت لهم التهمة.
وفي شهر مارس توفي الشيخ أحمد بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية العضو المنتدب لجهاز أبوظبي للاستثمار، وأحد أعضاء الأسرة الحاكمة بأبوظبي في حادث سقوط طائرة شراعية كان يستقلها في بحيرة بالمملكة المغربية.
وشهد شهر يونيو الماضي احباط محاولة احتيال كبرى على مصرف الإمارات المركزي بمبلغ 14 مليارا و400 مليون دولار.
وقال مدير إدارة التحريات والمباحث الجنائية في شرطة أبوطبي العقيد حماد الحمادي ان مدبر هذه القضية هو إيراني مقيم في بلده، ومطلوب دوليا في محاولات احتيال سابقة على المصرف، وموضوع اسمه على نشرة «الانتربول».
وذكر ان فرزين علي كروريان مطلق (إيراني الجنسية)، يزعم انه له استثمارات عائلية له بالإمارات ورثها عن أجداده.
وحذرت شرطة أبوظبي من التعامل مع المتهم الإيراني محليا ودوليا ووجهت بسرعة الإبلاغ عنه أينما وجد.
وفي شهر أكتوبر أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني بالإمارات نجاحها في اكتشاف طرد ملغوم في مطار دبيقبل ان ينفجر، وتبين أن الطرد كان قادما من صنعاء إلى الولايات المتحدة مرورا بدبي، وبعد الاشتباه فيه وإجراء الفحوصات المخبرية تم احتواؤه على مواد متفجرة.
وأكدت شرطة الإمارة أن الطرد «يحوي مادة شديدة الانفجار» وتم إعداده «بأسلوب يشبه أسلوب تنظيم القاعدة».
وفي ذات الشهر رحل حاكم إمارة رأس الخيمة الشيخ صقر بن محمد القاسمي، وتولى ابنه الشيخ سعود بن صقر مقاليد الحكم.
وفي الشهر الأخير من العام زارت الملكة إليزابيث ملكة بريطانيا الإمارات لمدة يومين، والتقت رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد.
وخلال اللقاء منح رئيس الإمارات الملكة «وسام زايد»، ومنحت الملكة الشيخ خليفة وسام «القائد الأعظم» وهو من أعلى الأوسمة في بريطانيا.
وقبل ختام أيام العام 2010 اتجهت أنظار العالم إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي لمتابعة الحدث الأهم على مستوى الأندية، بطولة كأس العالم السابعة للأندية، والتي أقيمت تحت إشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا). ونظمت الإمارات البطولة بنجاح كبير، للعام الثاني على التوالي.
وعلى الجانب السياسي، استضافت أبوظبي قمة دول مجلس التعاون الخليجي، التي استمرت يومين، وفي ختامها أعربت دول الخليج عن قلقها البالغ تجاه مستجدات الملف النووي الإيراني، وطالبتها بـ «الالتزام بمبادئ الشرعية الدولية، وحل النزاعات بالطرق السلمية، وجعل منطقة الشرق الأوسط، بما فيها منطقة الخليج العربي، منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية». وثقافيا، شهدت أبوطبي افتتاح «دير مسيحي» وهو الموقع الأثري المسيحي الوحيد بالإمارات، ويعود إلى القرن السابع الميلادي ويقع في جزيرة صير بني ياس، القريبة من أبوظبي.
ويعد هذا الموقع من المواقع التاريخية التي تكتسب أهمية كبيرة في دولة الإمارات حيث يلقي الضوء على المجموعات البشرية التي استوطنت الجزيرة منذ آلاف السنين.