عواصم ـ بشرى الزين والوكالات
كشفت صحيفة ديلي تليغراف أمس أن القوات المسلحة البريطانية تعكف حاليا على وضع خطط لاجلاء مئات الآلاف من السكان والسياح البريطانيين من دبي وغيرها من المدن الخليجية في حال نشوب حرب مع ايران.
بيد أن مصدرا دبلوماسيا بريطانيا افاد بأن التحضيرات التي تقوم بها القوات البريطانية لاجلاء الرعايا البريطانيين من منطقة الخليج تدخل في اطار عملية روتينية يقوم بها الجيش البريطاني بصفة دورية تبعا لأي طارئ محتمل.
وأوضح المصدر في تصريح لــ «الأنباء» ان هذه العملية تشمل اعادة ترتيب خطط القوات البريطانية الموجودة في دول الخليج وخاصة في الامارات العربية المتحدة حيث تضم اكبر عدد من الجالية البريطانية، مشيرا الى وجود تنسيق مستمر مع دول المنطقة بما في ذلك الكويت من اجل استباق اي رد فعل من طهران تجاه دول الخليج في حال توجيه اي ضربة عسكرية ضدها على خلفية برنامجها النووي.
وقد قالت الصحيفة إن الحكومة الائتلافية البريطانية برئاسة ديفيد كاميرون أمرت بإجراء مراجعة فورية للتخطيط العسكري البريطاني في منطقة الخليج بعد تسلمها السلطة في مايو الماضي ووضعت مقترحات جديدة لتنسيق النشاط العسكري في المنطقة مع الحلفاء المحليين المعادين لايران وخاصة دولة الامارات العربية المتحدة.
واضافت أن أكثر من 100 ألف بريطاني يقيمون في الامارات العربية المتحدة وحدها فيما يزور دبي مليون سائح بريطاني كل عام وتخشى الحكومة الائتلافية من تعرضهم للخطر إذا ما ردت ايران حسب وعدها على أي هجمات عسكرية تستهدف مواقعها النووية بشن هجمات صاروخية على المصالح الغربية في منطقة الخليج.
وذكرت الصحيفة أن سفن البحرية الملكية البريطانية تسير مع نظيرتيها الأميركية والفرنسية دوريات منتظمة في الخليج في حين هددت ايران أيضا بزرع ألغام في مضيق هرمز الاستراتيجي مع استعداد المنطقة لاحتمال نشوب حرب.
وقالت الصحيفة إن مقترحات اخرى يجري اعدادها لتنظيم عملية اجلاء المدنيين عبر الحدود إلى سلطنة عمان وغيرها من البلدان المجاورة غير المستهدفة من قبل ايران مع احتمال ارسال سفن سياحية إلى خليج عدن مع سفن حربية لنقل المدنيين البريطانيين من امارة الفجيرة اعتمادا على تقييم سلامة الرحلات المدنية وفتح مطارات اضافية إلى جانب الشبكة الواسعة من المطارات الدولية في المنطقة.
واضافت أن الديبلوماسيين البريطانيين يحرصون على تأكيد أن هناك حاجة بالنسبة للسفارات البريطانية في جميع أنحاء العالم لوضع خطط طوارئ للمواطنين البريطانيين الذين يواجهون جميع أشكال الكوارث والطوارئ.
ونسبت إلى ديبلوماسي بريطاني في منطقة الخليج قوله: «هناك أكثر من 100 ألف بريطاني يعيشون في الامارات في حين يزورها مليون بريطاني كل عام وتأمين سلامتهم هي مسألة تثير قلقا خاصا».
من جهة أخرى، أشارت إلى أن ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد كان واحدا من الزعماء العرب في المنطقة الذين كشفت وثائق ويكيليكس أنهم يضغطون من أجل اتخاذ اجراءات أشد صرامة حيال ايران بعد فرض الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات شديدة ضدها.
وقالت الصحيفة نقلا عن ديبلوماسيين إن ولي عهد أبوظبي كان أيضا المحرك الرئيسي إلى جانب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ وراء مطالب تحسين العلاقات العسكرية البريطانية التقليدية مع الامارات واثار شخصيا مسألة سلامة الرعايا الأجانب والذين يشكلون 70% من سكانها البالغ عددهم 4.5 ملايين نسمة. واضافت أن خطة جديدة للتعاون العسكري لاتزال شروطها الكاملة طي السرية سيتم التوقيع عليها في النصف الأول من العام 2011 بين بريطانيا والامارات خلال زيارة يقوم بها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى أبوظبي واعتبرتها حكومة أولوية واستثنتها من تخفيض نفقات الدفاع ومن المتوقع أن تشمل أيضا عرضا من بريطانيا للمساعدة في الحفاظ على البنية التحتية الحيوية للامارات مثل محطات الكهرباء وتحلية المياه في حال نشوب حرب.