عواصم ـ أحمد عبدالله والوكالات
تجاوز الرئيس باراك اوباما موافقة مجلس الشيوخ الأميركي اول من امس واصدر مرسوما رئاسيا مفاجئا بإقرار تعيين روبرت فورد سفيرا للولايات المتحدة في سورية بعد قرابة ستة أعوام على شغور المنصب.
واستبق الرئيس الاميركي بذلك سيطرة الجمهوريين على «الشيوخ» مع بداية العام الجديد.
وفيما يتيح الدستور الاميركي للرئيس اصدار مراسيم بقوانين في حالة وجود المجلس التشريعي خارج دورات الانعقاد الدورية، استثمر البيت الابيض هذه القاعدة الدستورية لوجود المجلس خارج دورات الانعقاد بسبب العطلات لاصدار قراره المفاجئ.
ومن المتوقع ان يحد ذلك بصورة نسبية من فترة صلاحية فورد لاداء وظيفته، اذ ينص القانون على ضرورة موافقة الكونغرس على التعيين قبل نهاية العطلة المقبلة للمجلس التشريعي اي قبل ديسمبر 2011 ما لم يعد الرئيس اصدار مرسوم رئاسي آخر آنذاك، ومن النادر ان يلجأ البيت الابيض الى هذا الاجراء الاستثنائي مما يعكس الاهمية التي توليها الادارة الاميركية لتنشيط اتصالاتها الديبلوماسية مع دمشق.
وكان الكونغرس قد جمد قرار تعيين فورد بسبب موقف كتلة من الجمهوريين المتشددين وبدعوى انه فشل في شرح السياسة التي سيتبعها لمنع سورية من دعم الجماعات المناهضة لاسرائيل.
وشمل المرسوم الرئاسي الذي صدر اول من امس من مقر الرئيس في منزله بجزيرة هاواي، حيث يقضي عطلته اقرار تعيين ثلاثة سفراء آخرين لتركيا واذربيجان وجمهورية التشيك، لكن هؤلاء يحتاجون الى موافقة الكونغرس بنهاية 2011 لتثبيت تعيينهم.
واتهم ناطق باسم البيت الابيض الجمهوريين بعرقلة قرارات اوباما «بقدر غير مسبوق» حسب قوله، وقال الناطق لاجهزة اعلامية اميركية ان كل الادارات تواجه عرقلة من الكونغرس الا ان العراقيل التي يضعها الجمهوريون لم يسبق رؤيتها». ومن المتوقع ان يصل فورد الى دمشق خلال الاسابيع الاولى من العام الجديد. ومن المتوقع ان يثير مرسوم اوباما عاصفة من الاعتراضات في صفوف الجمهوريين بالمجلس التشريعي الاميركي فور عودة المجلس للانعقاد.
وفي دمشق، رحبت أوساط سورية رسمية بخطوة الرئيس الأميركي باراك أوباما، حيث ان هذه خطوة من «شأنها أن تسهم في رفع مستوى التعاطي بين حكومتي البلدين برغم تأخر هذه الخطوة بعض الوقت».
وقال السفير السوري عيسى درويش معاون وزير الخارجية السابق والعضو البارز حاليا في لجان تطوير فكر حزب البعث الحاكم التي أنشأتها قبل مدة القيادة السورية إن «الرئيس اوباما أعلن أكثر من مرة رغبته العمل الجاد على إحلال السلام في المنطقة سواء عبر خطاباته من عواصم إقليمية فاعلة سواء في القاهرة أو أنقرة بعيد تسلمه مهامه أو من أماكن أخرى».
وأضاف درويش، لوكالة الأنباء الألمانية «أثبتت سورية كما قال الرئيس بشار الأسد دوما أنها مع السلام وراغبة به ولكن لا شريك إسرائيلي في عملية السلام».
وتابع «أثبتت التجارب خلال العقود الأربعة الماضية أنها لاعب مهم في المنطقة ومن مصلحة واشنطن أن يكون لديها سفير في دمشق لينقل لادارته الموقف السياسي السوري ويتم التعاطي وفق الأعراف الديبلوماسية المعمول بها بين كل البلدان».
وأوضح «سورية بلد حاضر في المنطقة، من البحر حتى أفغانستان ومن مصلحة واشنطن العمل مع دمشق على أمن واستقرار المنطقة، فهذه الخطوة المتأخرة مرحب بها، خاصة أن لدمشق تقاطعاتها لدى شعوب المنطقة ومن الطبيعي أن تهتم الولايات المتحدة ببلد مثل سورية».
وكانت واشنطن سحبت سفيرتها مارغريت سكوبي من دمشق في الخامس عشر من شهر فبراير 2005، وهو اليوم التالي لاغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحرير ومجموعة من اللبنانيين.