فيما تواصل السلطات المصرية تحقيقاتها حول ملابسات الهجوم على كنيسة القديسين في الاسكندرية مع الدقائق الأولى من العام الجديد، أشارت صحيفة «الشرق الأوسط» الى انه ترددت أنباء داخل الكنيسة أن الكنيسة حصلت على نسخة من بيان لتنظيم ما يسمى «مركز المجاهدين» التابع لتنظيم القاعدة، يعلن فيه مسؤوليته عن التفجيرات، بينما بثت مواقع الكترونية محسوبة على «القاعدة» البيان. وجاء نصه ما يلي «اما بعد إلى الغرب الصليبي.. السلام على من اتبع الهدى اما بعد فإننا لم ننس فعلكم الشنيع في الكنانة مصر وخطفكم للمسلمات اللواتي أبين إلا أن يتخلصوا من وهم ما تسمونه نصرانية وعليه أتوجه بندائي هذا إلى نفسي وإلى كل مسلم غيور على عرض اخواته بتفجير دور الكنائس أثناء الاحتفال بعيد الكريسماس أي في الوقت التي تكون فيه الكنائس مكتظة». إلا ان مراقبين وخبراء إسلاميين شككوا في البيان لجهة صياغته وطريقة بثه والمنظمات التي قامت ببثه خاصة منظمة اقباط الولايات المتحدة. واعتبر المراقبون أن البيان انما بهدف بث المزيد من التوتر بين المسلمين والمسيحيين.
في غضون ذلك، فرضت أجهزة الأمن المصرية في القاهرة ومحافظات أخرى إجراءات أمنية مشددة لتأمين الكنائس وأعدت مئات الكمائن على مداخل ومخارج المحافظات.
وقالت مصادر أمنية مسؤولة إن اللواء حبيب العادلي، وزير الداخلية، أصدر تعليمات بفرض حراسات إضافية من مجندين سريين خارج الكنائس وتزويدهم بالأسلحة للتصدي لأي هجوم، حسبما ذكر موقع «إيجي نيوز» الإلكتروني.
وأضاف الموقع أن كنائس عين شمس وشبرا مصر والقليوبية شهدت إجراءات أمنية مشددة واصطفت سيارات الشرطة وعلى متنها مئات الجنود حولها وتم منع جميع السيارات من الانتظار حول الكنائس أو التوقف بالقرب منها.
كما شهدت محافظة الإسماعيلية شمال مصر إجراءات مشددة على جميع الطرق والجسور فيما شهدت كنائس أسوان جنوب البلاد إجراءات مماثلة وانتشرت قوات الأمن بكثافة ومنعت وقوف السيارات أمام الكنائس.
وكثفت أجهزة الأمن في الأقصر وقنا وبني سويف تواجدها حول الكنائس والأديرة والمناطق السياحية والأثرية واحتجزت مئات المشتبه بهم.
كما بدأت السلطات الأمنية بمطار القاهرة وعدد من المطارات الأخرى اتخاذ إجراءات مشددة ومراجعة لأسماء جميع القادمين إلى البلاد في الآونة الأخيرة وشددت من إجراءات فحص الركاب والأمتعة إلكترونيا.
وكانت وسائل إعلام محلية تحدثت مساء امس الأول أن تعليمات عليا وجهت للمسؤولين بتجنب المشاركة في جنازة وعزاء الضحايا في الاسكندرية تحسبا لردود الفعل من الأقباط الغاضبين من الهجوم. لكن المصادر أكدت ان عددا من المسؤولين أصروا على المشاركة بينهم محافظ الاسكندرية ووزير الاسكان وصفوت الشريف وعدد من قيادات الحزب الوطني. ونقلت الوسائل، أن عددا من هؤلاء المسؤولين تعرض للسب والشتم من المشاركين ومحاولات للاعتداء بالضرب لدى محاولتهم الخروج. وأشارت المصادر الى ان آلاف المشاركين في جنازة الضحايا قاموا بما يشبه احتجاز هؤلاء المسؤولين داخل الكنيسة، الى أن تدخل رجال الدين في تهدئة الغاضبين وأعادوا المسؤولين الى داخل الكنيسة الى حين تفرق جموع المشيعين. وأكدت المصادر ان أحد هؤلاء المسؤولين تعرض لإعياء شديد وإغماء بسبب التجمهر ومحاولات الاعتداء عليه.
من أجواء الاعتداء
الطيب يطلق «بيت العائلة المصرية» للأزهر والكنيسة: أعلن الإمام د.أحمد الطيب شيخ الأزهر عن إطلاق مشروع بيت العائلة المصرية «لجنة من الأزهر والكنيسة في مصر» وتضم علماء الدين الإسلامي والمسيحي والعقلاء من الجانبين لتكون صوتا واحدا للأزهر والكنيسة وتركز على سماحة الإسلام والمسيحية وتعمل على إزالة أي أسباب مفتعلة للاحتقان والتوتر من الطرفين.
وقال د.الطيب ـ في مؤتمر صحافي عقده بمقر مشيخة الأزهر أمس ـ ان هذه اللجنة التي من المقرر بدء العمل بإجراءاتها التنفيذية خلال أسبوعين ستناقش كل ما يتعلق بالمسلمين والمسيحيين وأي أسباب للتوتر وتقترح الحلول المناسبة لها وترفعها إلى أولي الأمر للتعامل معها ووضع الحلول المناسبة لها.
وأضاف ان هذه اللجنة ستزيل أي أسباب للاحتقان والتوتر التي يتلقفها المتربصون بمصر لإثارة الفتنة الطائفية الغريبة على المجتمع المصري منذ قديم الزمن، حيث لم تشهد مصر منذ زمن بعيد أي فتنة طائفية.
وأكد شيخ الأزهر أنه تم التشاور مع الكنيسة المصرية لإطلاق هذا المشروع، وأنه سيكون بمثابة صوت للأزهر والكنيسة وسيلتقي المختصين من الجانبين أسبوعيا لبحث أي قضايا تتعلق بالجانبين.
حركة السياحة في الأقصر لم تتأثر: أكد ثروت عجمي رئيس غرفة الشركات السياحية بالأقصر أن حركة السياحة طبيعية في الأقصر ولم تتأثر بتفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية.
وقال عجمي ان الأقصر مزدحمة وتعاني من مشكلة عدم وجود أماكن للسياح بعد أن تجاوزت نسبة الإشغال 100، وأن آثار الحادث لم تظهر بعد على الأقصر.
وأضاف: «لا اعتقد انها ستظهر لأن الحوادث من هذا النوع أصبح سمة العالم وليست بالجديدة ولا اعتقد انها ستؤثر كما اثر حادث الدير البحري من قبل في تسعينيات القرن الماضي، حيث عانت الأقصر من آثار جسيمة وتوقفت السياحة لسنوات وباع معظم العاملين بالسياحة أمتعتهم المنزلية».
عمرو خالد يصف منفّذ الهجوم بـ «شيطان وعدو لله»: أدان الداعية الإسلامي المصري عمرو خالد، الحادث الذي وقع أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية، ووصف المسؤول عنه بأنه «شيطان وعدو لله ولا يمت للإسلام بصلة»، داعيا المصريين وخاصة الشباب إلى تجنب الفتنة.
وقال خالد في بيان: «أدين هذا الاعتداء الذي حدث أمام مقر كنيسة القديسين بالإسكندرية والذي راح ضحيته 21 وأصاب ما يقرب من 80 مصريا، بين مسيحيين ومسلمين، ونؤكد أن هذا الاعتداء لا يمت للإسلام بصلة وأن الإسلام بريء من مثل هذه الأفعال بل إن كل الأديان بريئة منها تماما».
وأضاف الداعية المصري: «المعروف ان كل من حرض أو يحرض على مثل هذه الحوادث إنما هو شيطان يريد أن يؤجج الفتنة وإراقة الدماء وهو بذلك عدو لله ورسوله»، مستشهدا بآيات قرآنية وأحاديث نبوية تحرّم قتل الأنفس أو الإفساد في الأرض.
«الدعوة السلفية» بالإسكندرية تدين: أدانت جماعة «الدعوة السلفية» في الإسكندرية بمصر التفجير الذي استهدف كنيسة «القديسين» في منطقة سيدي بشر.
واعتبرت الجماعة في بيان رسمي هو الأول من نوعه ان الحادث «مفتاح شر على البلاد والعباد» ويعود بالمفاسد على المجتمع كله ويفتح الباب لاتهام المسلمين والإسلام نفسه بما هو براء منه.
قالت الدعوة السلفية «ان المنهج الإسلامي الذي تتبناه والقائم على الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة يرفض هذه الأساليب التي تخدم فقط أهداف من لا يريدون بمصرنا خيرا».
واقرأ ايضاً:
المعتوق: نستنكر التفجير أمام كنيسة القديسين والإسلام والأديان السماوية تدعو للتسامح والأخوة
الهيئة العالمية للفقه الإسلامي تدين التفجير الإرهابي
الصانع: المسلمون والمسيحيون شريان واحد في قلب مصر
مجلس الجالية المصرية يعزي الرئيس مبارك والبابا شنودة
فرغلي: مشكلات العنف لا تعالج إلا من جذورها
الـ «إيسيسكو» تدين الاعتداء على كنيسة القديسين في الإسكندرية
أنصار الشورى والسلام تدين الاعتداء على كنيسة القديسين
ممثل الفاتيكان في أوروبا يشيد بمشروع الوسطية