أظهرت وثائق ديبلوماسية نشرها موقع «ويكيليكس» تدخل ديبلوماسيين أميركيين لإقناع زعماء العالم بشراء طائرات بوينغ.
وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن الوثائق التي نشرها موقع «ويكيليكس» تظهر أن ديبلوماسيين أميركيين عملوا «كوكلاء تسويق» لتقديم عروض إلى زعماء دول ومدراء تنفيذيين في قطاع النقل الجوي كما تشير إلى استمرار تسجيل حالات استخدام الرشاوى أو دفع المال لأشخاص يلعبون دور الوسطاء على الرغم من أن شركة «بوينغ» تقول إنها ملتزمة بتفادي الصفقات التي يشوبها الفساد.
وتعترف وزارة الخارجية الأميركية بأن الديبلوماسيين يلعبون دورا مهما في مساعدة «بوينغ» على الرغم من توقيع اتفاق بين الولايات المتحدة والقادة الأوروبيين قبل عقود ينص على إبعاد السياسة عن المسألة. لكن الإدارة الأميركية تعتبر شركة «بوينغ» أساسية لجهة خلق فرص عمل للأميركيين.
وتشير إحدى الوثائق إلى صفقة مع السعودية بقيمة 3.3 مليارات دولار تم الإعلان عنها في نوفمبر الماضي.
ويبدو أن العمل على إتمام الصفقة بدأ منذ عام 2006 حين سلم المسؤول في وزارة التجارة الأميركية إسرائيل هرنانديز رسالة شخصية من الرئيس الأميركي السابق جورج بوش إلى مكتب خادم الحرمين الملك عبدالله في جدة يحث فيها على تحديث الخطوط الجوية السعودية بـ 43 طائرة جديدة من طراز «بوينغ» وشراء 12 طائرة للأسطول الملكي الذي تستخدمه العائلة المالكة.
كما اشارت الوثائق الى أن العاهل الأردني عبدالله الثاني أبلغ السفير الأميركي عام 2004 أنه اتخذ قرارا سياسيا بشراء طائرات «بوينغ» على الرغم من أن شركة «إير باص» قدمت عرضا أفضل.
وفي عام 2007 مارست الإدارة الأميركية ضغوطا على البحرين لإلغاء صفقة شراء طائرات «إير باص» أقل كلفة من طائرات «بوينغ» بـ 400 مليون دولار وأقنعت المسؤولين بأن الرئيس بوش سيوقع على الصفقة أثناء زيارته المملكة ما دفع بالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى إبلاغ المسؤولين البحرينيين أنه مستعد لزيارة المملكة بعد زيارة بوش غير أن زيارته ألغيت بعد التوقيع على اتفاقية «بوينغ».
في سياق متصل، حجبت السلطات السعودية القسم الخاص بالمملكة على الصفحة العربية من موقع ويكيليكس الذي قام بتسريب وثائق سرية أميركية.
ورفض مصدر مسؤول في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الإفصاح عن الأسباب الحقيقية لإغلاق الموقع. وفوجئ متابعو موقع «ويكيليكس بالعربي» المعني بنشر البرقيات الأميركية المسربة باللغة العربية بحجب الصفحة الخاصة بالسعودية في وجه زوار الموقع من داخل المملكة. ويشرف على الموقع عدد من الصحافيين العرب الذين قاموا مؤخرا بترجمة ونشر الكثير من البرقيات الأميركية السرية المتعلقة بالبلدان العربية.