في وقت تواصل السلطات المصرية تشديد اجراءاتها الامنية حول الكنائس قبيل عيد الميلاد لدى الطوائف القبطية الاحد المقبل، عاد الهدوء الى مناطق سيدي بشر بشرق مدينة الإسكندرية أمس وخاصة شارع خليل حمادة المتواجدة به كنيسة القديسين المستهدفة بهجوم رأس السنة الإرهابي وأسفر عن وقوع ضحايا ومصابين، حيث عادت الحياة إلى طبيعتها وانتقل الأهالي والمواطنون في الشوارع بحرية وأمان سواء في الذهاب لأعمالهم أو لقضاء احتياجاتهم المختلفة من المحلات التجارية التي عاودت فتح أبوابها من جديد.
ولم يشهد اليوم الثالث من وقوع الحادث الإرهابي أي وقفات احتجاجية أو احتكاكات أو مصادمات مع قوات الأمن المتواجدة لتأمين المنطقة.
كما أدى المصلون الأقباط بالكنيسة الصلاة لليوم الثالث على أرواح ضحايا الحادث الإرهابي، في حين أقيمت صلاة الظهر بمسجد شرق المدينة المواجه للكنيسة وذلك بعد الانتهاء من إزالة آثار الاحتجاجات التي استهدفته.
في هذه الاثناء، كشف وزير الداخلية المصري حبيب العادلي عن توصل الأجهزة الامنية إلى معلومات مهمة، من شأنها أن تساعد في كشف هوية مرتكبي حادث كنيسة القديسين في الإسكندرية. وأشار العادلي إلى «تورط جهات أجنبية في ارتكاب الحادث وأن هناك بعض المتسللين الذين تم التعرف عليهم دخلوا مصر قبل أعياد الميلاد عبر الحدود بمساعدة مصريين»، بحسب ما نقلت عنه صحيفة «المصري اليوم» أمس.
وتحدثت الصحيفة عن طلب الجهات الأمنية من سلطات المطارات والموانئ المصرية رصد وصول أي مشتبه به خلال الشهر الماضي، ما أسفر عن قائمة تضم 15 أجنبيا دخلوا البلاد خلال شهر ديسمبر 2010. بينما تنتظر النيابة تقارير إدارة المرور حول بيانات 13 سيارة كانت موجودة قرب مكان التفجير. وقد استمعت النيابة إلى أقوال عدد من الشهود والمصابين، الذي أدلوا بأوصاف «دقيقة» للمشتبه في تنفيذ التفجير، منها أنه أبيض البشرة، يقارب الأربعين من العمر، ويصل طوله إلى 180 سنتيمترا. كما أنه حليق الذقن والشارب، ويرتدي نظارة طبية، وسترة زرقاء تحتها قميص فاتح اللون. بينما نشرت رسما تقريبيا له في صحيفة الاهرام.
كما أجمع الشهود على وجود انفجارين: الأول عند الساعة الثانية عشرة و١٥ دقيقة، تلاه الثاني بـ5 دقائق. وتضمنت إفادة حارس أمن في الكنيسة، مواصفات المشتبه فيه، وأنه أثناء عمله لفت انتباهه وجود سيارة سكودا، فيها 3 أشخاص، أخذ سائقها وقتا طويلا في عملية ركنها أمام الكنيسة في الجهة المقابلة، رغم أن المكان كان يتسع لأوتوبيس. وكان معه شخصان آخران تركا السيارة، وبقي سائقها لمدة طويلة.
من جهتها، ذكرت صحيفة «الأهرام» أنه خلال تشريح جثث ضحايا التفجير، عثر الأطباء على مسامير وأجسام صلبة داخل الجثث، ما يرجح أن القنبلة المستخدمة كانت بدائية الصنع. إلى جانب احتمال أن يكون الجناة قد استخدموا كميات كبيرة من المواد المتفجرة المصنوعة من مادة
الـ «تي أن تي»، بالإضافة إلى بعض القطع الحديدية التي تتطاير مع الشظايا وتخلف الإصابات، كما تعمل الموجات التفجيرية على بتر الأجزاء وتفتيتها.
من جهته، كشف تقرير الطب الشرعي أمس أن معظم ضحايا الحادث أصيبوا بإصابات تفجيرية وبعضهم بحروق لهيبية وتهتك داخلي بأعضاء الجسم نتيجة تطاير الشظايا واختراق أجسام معدنية لأجسادهم.
وذكرت وكالة أنباء (الشرق الاوسط) أن تقرير الطب الشرعي الذي تسلمته النيابة العامة بالاسكندرية خاص بتشريح وفحص 18 جثة وبعض الاشلاء لضحايا حادث الانفجار أمام الكنيسة بمنطقة سيدي بشر. وتسلمت النيابة العامة أيضا عددا كبيرا من الصواميل والقطع المعدنية استخرجت من جثث ضحايا الانفجار كان قد وضعها الجاني في القنبلة لتتطاير مع الانفجار لايقاع اكبر عدد من الضحايا. وقد حدد الطب الشرعي أمس هوية 3 جثث من ضحايا حادث الاعتداء الإجرامي على كنيسة القديسين بالإسكندرية، والتي كانت مجهولة الهوية منذ وقوع الحادث.. حيث تم التعرف على هوية أصحاب الجثث الثلاث وتبين أنها لفتيات وتم تسليمهن لذويهم بعد أن صرحت النيابة بدفنهن.