صرح نائب الأمين العام للحركة الشعبية الحاكمة في جنوب السودان والقيادي النافذ فيها ياسر عرمان بأن «دولة شمال السودان» تحتاج إلى ترتيبات دستورية جديدة، في حال صوت الجنوبيون لصالح الانفصال خلال الاستفتاء على تقرير المصير المقرر إجراؤه يوم الأحد المقبل.
وذكر عرمان، عضو المكتب السياسي بالحركة الشعبية لتحرير السودان، أن ما قاله الرئيس السوداني عمر البشير، ان «العروبة والإسلام سيكونان هوية الشمال بعد الانفصال»، «لا يستقيم وليس في مصلحة الإسلام والعروبة».
وقال عرمان في تصريحات لصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، نشرتها امس، إن «ما قاله البشير ليس دفاعا عن الإسلام، لكنه دفاع عن السلطة، فالشريعة كرست خلال السنوات الماضية من أجل الحفاظ على السلطة». وطالب عرمان «المؤتمر الوطني» الحاكم بقيادة البشير بأن «يبحث عن مشروع جديد يستوعب الجميع.. والاستفادة من تجربة الجنوب». وأوضح قائلا: «هو يستطيع فعل ذلك إذا أراد.. عليهم الاتجاه صوب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، وليس إلى طالبان».
وأشار عرمان إلى أن قطاع الشمال في الحركة الشعبية، الذي يرأسه، سيكون نواة لحزب جديد يحمل اسم الحركة الشعبية وأفكارها، لكنه مستقل عنها بالكامل. ورفض أن تقوم «دولة الجنوب» على «أساس فصل عنصري» يستبعد الشماليين من الذين قاتلوا معها، قائلا: «نحن سنكون نواة الشمال، نحمل أفكار الحركة في الشمال.. مثل أحزاب الخضر المنتشرة في أوروبا والديموقراطيين المسيحيين، ومثل جماعة الإخوان المسلمين عالميا وأحزاب البعث والأحزاب الاشتراكية من إسبانيا إلى جنوب أفريقيا».
وأضاف: «ما الذي يجعل رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي يقوم بوساطة لتوحيد الحركة الإسلامية في السودان.. هذه ليست عمالة، بل هي أفكار مشتركة».
الى ذلك، تجمع مواطنون من جنوب السودان في احد أحياء العاصمة السودانية الخرطوم لحضور جلسة تعليم قبل الاستفتاء على مستقبل الجنوب والمقرر في التاسع من يناير، وتعقد جلسات تعليم مماثلة في جميع أنحاء البلاد لرفع مستوى الوعي لدى الناخبين واطلاعهم على الكيفية التي ستجرى بها عملية التصويت، وكان ملايين الجنوبيين هجروا الجنوب خلال حرب أهلية استمرت نحو 20 عاما واستقروا في اماكن اخرى عبر اكبر دولة في افريقيا والتي تعادل مساحتها ربع مساحة الولايات المتحدة.