بيروت -عدنان الراشد وعمر حبنجر
لعبت قوى الأمن الداخلي الى جانب الجيش اللبناني دورا متقدما في كشف جمـــاعة «فتح الاسلام» في طرابلس والشمال وتحملت مسؤولية اخراج هذه الجماعة الارهابية من عاصمة الشمال بعملية خاطفة نجحـــت في اجتثـــــاث جذورها في المدينة للتفاعل مع الطروحات ذات الطبيعة الدينية قبل ان تمتد هذه الجذور في عمق تربتها المهيأة لمثل هذه الافكار.
وتولى اللواء اشرف ريفي المدير العام للامن الداخلي، قيادة العمليات شخصيا ضد المجموعة الارهابية التي انيط بها تحويل مدينة طرابلس الى بؤرة لتصدير الارهاب الى باقي المناطق اللبنانية، وربما العربية، بدليل ان بعض الموقوفين والسعوديين منهم بالذات، استدرجوا الى شمال لبنان، ومخيم نهر البارد بالذات تحت اغراء تجنيد المجاهدين الى بلاد الرافدين، واذا بهم يجدون انفسهم متورطين في خدعة، ومع جماعة ليس فيها من الاسلام سوى الاسم، لا على صعيد ممارسة الشعائر الدينية انسجاما مع اسمها على الاقل، ولا صعيد الاهداف السياسية التي نفترض انها تخدمها.
ويبدو ان احد الموقوفين، رجل الدين السعودي الشيخ عبدالله محمد احمد البيشي الموصوف بـ «المرشد الديني لتنظيم القاعدة» اكتشف هذه الحقيقة متأخرا، فحاول الانسحاب بتؤدة، فلم يفلح، ما اضطره الى رشوة شاكر العبسي شخصيا، ليسهل خروجه من المخيم ومن ثم من لبنان، لكن خبره وصل الى مطار بيروت قبله، فالقي القبض عليه، ولا يزال.
وثمة شخص سعودي آخر اكتشف ان «القاعدة» المتواجدة في مخيم البارد هي غير «القاعدة» التي يعرف، وقد حاول الانسحاب قبل اندلاع الاحداث الا انه اعتقل على الحدود.
وتقول المصادر المتابعة ان بعض العناصر العربية وخصوصا السعودية تمكنت من الانسحاب بعدما وجدت نفسها وسط عصابة لصوص وقتلة غامضة الاهداف والمرامي وقد بان لها ذلك من خلال عمليات السطو على المصارف والمؤسسات المالية والتي كانت موضع استغراب، كون هذا التنظيم ليس بحاجة الى مثل هذا المصدر التمويلي، في ضوء اغداق الاموال عليه من بعض الاشخاص المرتبطين بخيوط غير مرئية، ثم تبين ان هذه العمليات تتم بدوافع فردية، ومن خلال جماعات محددة داخل المجموعة.
الصفحة في ملف ( pdf )