رغم خروجها من عملها بسبب ما وصف حينها بتعليقاتها المعادية للسامية ضد إسرائيل، عادت أكبر مراسلات البيت الأبيض عمرا هيلين توماس إلى الواجهة من جديد حينما اختارها مجتمع الصحافيين المحترفين الأميركيين، أمس الأول، لتلقي جائزة إنجاز العمر التي تمنح للصحافيين الذين ساهموا طوال حياتهم في المشهد الصحافي الأميركي، وهو ما فتح النار على توماس وعلى الجمعية الأميركية لهذا الاختيار. ووفقا لردود الفعل الأولية التي صدرت في أعقاب منحها الجائزة، فإنه من المتوقع أن تخسر توماس معركتها الثانية ضد اليهود، ويتم سحب الجائزة منها، بعد أن تعرضت اللجنة التي منحتها الجائزة إلى الهجوم والضغط، نظرا لتصريحات توماس المثيرة للجدل ضد إسرائيل وانتقادها لاحتلال الأخيرة للأراضي الفلسطينية، ومطالبتها اليهود بالعودة إلى الدول الأوروبية.
وتعود قصة توماس عند خروجها في إحدى المرات من البيت الأبيض أثناء مشاركتها في احتفال يهودي، ليقترب منها أحد الكهنة اليهود ويدعى ديفيد نيسونوف ويسألها عن رأيها في إسرائيل، ليبدأ التصوير وترد عليه توماس بالقول: «على الإسرائيليين الخروج من فلسطين».
ثم ترد على سؤال آخر: أين يمكن أن يتجهوا؟ لتقول: «يجب أن يعودوا إلى ألمانيا أو پولندا»، لينتشر مقطع الفيديو ويثير العديد من ردود الأفعال في بلادها. لكن الجمعية الأميركية قالت ان اختيار توماس (89 عاما) لهذه الجائزة يعود إلى يوليو الماضي، ولا يمكن أن يتم مسح إنجازات شخص بسبب خطأ بسيط هنا أو هناك، لكن توماس لا يبدو أنها مستعدة للتنازل عن موقفها السابق.
وكانت توماس اللبنانية الاصل اوضحت في مقابلة نشرت على «يوتيوب» في نوفمبر الماضي تفاصيل ما جرى من أحداث تلت تصريحاتها الشهيرة تلك، مؤكدة أنها تفهم لماذا يعتبر البعض الإسرائيليين دائما ضحايا، «ليس هناك من ضحايا آخرين غير اليهود لسبب بسيط، ألا وهو أن هذا العذر يخدم مصالحهم». متسائلة «لماذا لا نبكي على روسيا التي فقدت على يد هتلر 25 مليون شخص». مضيفة: «إن الحرية في أميركا تنتهي حين يتعلق الأمر بإسرائيل».
هيلين توماس ابنة للمهاجر جورج توماس الذي هاجر في 1890 من مدينة طرابلس بالشمال اللبناني وهو في عمر 17 سنة، لينضم إلى شقيقين كانا هاجرا قبله إلى ولاية كنتاكي الأميركية، ثم عاد إلى طرابلس بعد 13 سنة ليتزوج والدتها مريم، وكانت أيضا من طرابلس، وعادا معا للعيش في قرية بكنتاكي اسمها «وينشستر»، وهناك في 4 أغسطس 1920 أبصرت هيلين النور.