ذكرت وكالة انباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية أمس ان جريحين آخرين من ضحايا تفجير الكنيسة القبطية بمدينة الاسكندرية توفيا ليرتفع عدد القتلى إلى 23 قتيلا. وكانت المحصلة الرسمية السابقة 21 قتيلا. وفيما لم يصدر تقرير رسمي واضح عن كيفية تنفيذ الهجوم إلا ان محللين يشيرون لخلية صغيرة لا جماعة متشددة أكبر مثل تلك التي كانت وراء موجة من الهجمات الإسلامية المتشددة التي تأججت قبل أكثر من 10 أعوام.
من جهة أخرى، كشفت صحيفة رسمية ان الملياردير المصري نجيب ساويرس رئيس واحدة من أكبر الشركات المصرية المسجلة في البورصة وهي اوراسكوم تليكوم عرض مكافأة مليون جنيه مصري (172500 دولار) لمن يدلي بمعلومات عمن وراء هجوم الأول من يناير امام كنيسة القديسين.
من جهته، شدد مفتي مصر د.علي جمعة على رفض الاسلام والمسلمين للارهاب معتبرا جريمة كنيسة الاسكندرية عملا ارهابيا اجراميا وكارثة جاءت على أساس ارهابي وليس طائفي وأن الاسلام بريء منها تماما وممن يقفون خلفها.
واكد د.جمعة خلال مؤتمر صحافي عقده أمس وقوف شعب مصر صفا واحدا للتصدي لأي محاولات لأحداث فتنة طائفية مطالبا بدراسة أسباب هذه الحوادث بهدوء وعناية. وأوضح ان هذه العملية ارهابية وليست دفاعا عن النفس أو رد فعل لأي عمل لأنها استهدفت الأبرياء من المسلمين والمسيحيين ويرفضها أي دين سماوي ومرتكبها غير مسلم ولا ينتسب للاسلام مطلقا، مشددا على أن شعب مصر يقف متحدا مهما حاول البعض زعزعة الاستقرار.
وأوضح ان الدراسة التي أعدتها دار الافتاء في اطار دورها لمحاصرة العنف وعلاج أسبابه على 7 طوائف منها المسلمون والهندوس والمسيحيون واليهود أثبتت أن المسلمين ليسوا أشد الناس عنفا كما يدعي البعض بل في مرحلة متوسطة وفق الدراسة التي جاءت على عدة محاور فيما جاء الهندوس أقل الناس عنفا في العالم عكس ما يتردد.
في سياق متصل كشف مسؤولون أمنيون مصريون أن المحققين يعكفون على دراسة بقايا بشرية عثر عليها في موقع التفجير الذي استهدف كنيسة للأقباط في الإسكندرية بغرض التعرف على هوية الانتحاري منفذ العملية.
وفيما تبنى العملية تنظيم مجهول، تعتقد السلطات الأمنية أن المنفذ من أبناء البلد ممن يستوحون أفكار تنظيم القاعدة.
وقالت المصادر الأمنية التي طلبت عدم الكشف عن هويتها لوكالة «الأسوشييتد برس»، إن المحققين يركزون حاليا على كومة من البقايا - رفات بشرية لم تحدد هوية صاحبها بعد وتضم رأسا مقطوعا. اذ عادة ما ينفصل رأس المنفذ العملية الانتحارية، ويندفع بعيدا بفعل الانفجار، لكنه لا يتهشم.
وقالت المصادر الأمنية إن اختبارات الحمض النووي التي أجريت على أربع مجموعات من بقايا الرفات البشري أظهرت أن ثلاثا منها لثلاث سيدات كن في عداد المفقودين، حيث اعلن امس عن ارتفاع عدد القتلى من 21 الى 23.
وأظهر تقرير الطب الشرعي أن معظم الوفيات ناجمة عن الإصابة المباشرة، بينما توفي البعض بسبب الحروق الناجمة عن الانفجار.