قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي انه اجتمع امس في النجف مع المرجع الشيعي الأعلى للبلاد علي السيستاني وبحث معه امكانية تشكيل حكومة جديدة «قائمة على اساس التكنوقراط وليست حكومة طوارئ».
وقال المالكي للصحافيين انه بحث مع السيستاني «موضوعا يتعلق بقضية الحكومة وطلب المساعدة، وايضاح الصورة التي احملها وعرضتها عن عملية تشكيل الحكومة وتسمية الوزراء الجدد او ما نتجه اليه من احتمالات الذهاب الى تشكيل حكومة اخرى قائمة على اساس التكنوقراط».
وفي اجابة عن سؤال حول ما اذا كان يفكر في تشكيل حكومة طوارئ قال المالكي «لا ليست حكومة طواريء وانما حكومة قائمة على اساس تكنوقراط وبموجب اختيارات» ولم يوضح المالكي ما هي هذه الاختيارات.
وهذه هي المرة الاولى التي يتحدث فيها المالكي عن احتمال تشكيل حكومة جديدة تحل محل الحكومة الحالية.
وعانى التشكيل الحكومي الحالي من انسحابات متكررة اثرت بشكل كبير على ادائه حيث انسحبت منه 3 كتل رئيسية هي جبهة التوافق السنية والكتلة الصدرية والقائمة العراقية التي يتزعمها رئيس الوزراء العراقي السابق اياد علاوي.
وللتوافق 5 حقائب وزارية، اضافة الى منصب نائب رئيس الوزراء بينما للكتلة الصدرية 6 حقائب وللقائمة العراقية 5 حقائب.
وتتكون التشكيلة الحكومية من 37 وزيرا بينهم 6 وزراء دولة.
وكان المالكي وعد الاثنين الماضي بالانتهاء خلال اسبوع من ترشيح اسماء لوزراء جدد لملء الفراغات التي خلفها انسحاب وزراء الكتلة الصدرية والقائمة العراقية لكنه قال انه مازال يأمل في عودة وزراء قائمة التوافق.
وقال المالكي ان ما تناوله مع السيستاني كان «مجرد افكار تم تداولها، بعض المسائل التي دائما ارغب وأجد من الضرورة ان اسمع فيها رأي سماحة السيد».
واضاف المالكي ان السيستاني «كعادته دائما يتحدث في عموم القضايا وليس في تفاصيلها وقد تحدث عن العملية السياسية وضرورة حماية التجربة السياسية وحماية الحكومة».
واضاف ان السيستاني «أيد الاجراءات التي تتخذها الحكومة في المجال الامني وفي المجالات السياسية».
وفي السياق نفسه قال المالكي انه يفكر حاليا في تحويل المدن والمناطق المقدسة بالعراق الى مناطق منزوعة السلاح.
واضاف المالكي انه سيطرح على المعنيين بالملف الامني وعلى الحكومات المحلية للمحافظات المعنية تحويل المدن والمناطق التي تضم العتبات المقدسة لجميع المذاهب الى مناطق آمنة منزوعة السلاح.
وشدد على ضرورة ان تكون هذه المدة امنة وان يناط استتباب الامن فيها الى قوات الجيش العراقي والقوات الحكومية فقط.
ورفض متحدث من مكتب السيستاني التعليق على ما دار في الاجتماع لكنه قال ان السيستاني بدا بعد مغادرة المالكي لمنزله «في حالة ارتياح كاملة».
وتتزامن مباحثات المالكي مع السيستاني مع مغادرة وفد عراقي يضم شخصيات معارضة للحكومة من رؤساء الكتل السياسية ويتشكل من رئيس جبهة التوافق عدنان الدليمي ورئيس الجبهة العراقية للحوار الوطني صالح المطلك ورئيس القائمة العراقية إياد علاوي الى واشنطن لحضور ندوة يقيمها الكونغرس في الثالث عشر من الشهر الجاري.
واوضح النائب خلف العليان رئيس مجلس الحوار الوطني احد تشكيلات جبهة التوافق السنية أن هؤلاء السياسيين العراقيين سيجرون مباحثات مع جهات رسمية وحكومية في هذه الزيارة.
وأضاف ان الندوة التي يعقدها الكونغرس الأميركي ستناقش موضوعات تتعلق بانسحاب القوات الأميركية من العراق والتدخل الإيراني في العراق وإعادة الاعمار وموضوعات أخرى.
وعن أسباب اقتصار الوفد على هذه الشخصيات أوضح العليان «ان الجهة الداعية للوفد وهي الكونغرس تريد الاطلاع على آراء المعارضة في العراق ومطالبها».
الصفحة في ملف ( pdf )