شهدت عدة أحياء شعبية في عدد من المناطق بالجزائر الليلة موجة من الاحتجاجات العنيفة ومواجهات بين السكان وقوات مكافحة الشغب احتجاجا على ارتفاع أسعار المواد الغذائية خلال الأسبوعين الماضيين.
وشهد حي «باب الوادي» الشعبي وسط العاصمة الجزائرية الليلة قبل الماضية مواجهات عنيفة بين السكان المحتجين وقوات الشرطة رفع خلالها المحتجون شعارات تطالب الحكومة بالحد من ارتفاع الأسعار وتم خلالها تعطيل حركة المرور. كما شهدت منطقة «زرالدة» الواقعة بالضاحية الغربية للعاصمة الجزائرية احتجاجات وصفها شهود عيان بأنها عنيفة تخللتها صدامات بين قوات الأمن والمحتجين على ارتفاع الأسعار.
وفي مدينة وهران الواقعة على بعد 430 كيلومترا غرب العاصمة الجزائرية اندلعت أحداث شغب متقطعة ومواجهة مع قوات مكافحة الشغب اثر عمود متظاهرين الى إضرام النيران في إطارات العجلات وتحطيم محطة نقل المسافرين احتجاجا على الغلاء الفاحش لبعض المواد الغذائية الأساسية مع بداية العام الجديد.
وتأتي هذه الاحتجاجات في أعقاب موجة من الاحتجاجات كانت اندلعت بسبب ارتفاع الأسعار الليلة الماضية في منطقة «سطاوالي» بالضاحية الغربية للعاصمة الجزائرية فضلا عن القليعة والشعيبة بولاية تيبازة الواقعة على بعد خمسة كيلومترات غربي العاصمة الجزائرية.
من جهته، اعلن وزير التجارة الجزائري مصطفى بن بادة أمس ان الحكومة بصدد اتخاذ الاجراءات اللازمة للحد من الزيادات غير المبررة في أسعار المواد الغذائية.
وقال بن بادة في مؤتمر صحافي أمس انه من المقرر عقد مجلس حكومي خاص بداية الأسبوع المقبل لدراسة الإجراءات اللازمة لمواجهة مشكلة ارتفاع الأسعار.
وأضاف بن بادة انه من المقرر أن يستكمل المجلس أيضا الإجراءات المتعلقة بالمنافسة والممارسات التجارية بما يتيح للحكومة التدخل سواء بتحديد الأسعار أو وضع حد لها مع وضع آلية تحدد هوامش الربح بالنسبة للمواد الأساسية واتخاذ الإجراءات العقابية للمتعاملين الذين لا يحولون صعودا ونزولا بالأسعار من السوق الخارجية الى السوق الوطنية.
وأعرب بن بادة عن استيائه الشديد ازاء «الارتفاع المحسوس في أسعار بعض المواد الأساسية خلال الثلاثة أيام الأخيرة» مشيرا الى أن «هذا الارتفاع الفاحش والمباشر في أسعار الزيت والسكر جاء بشكل غير مقبول».