نشرت القاهرة قرابة 70 ألفا من رجال الشرطة أمس في أكبر حملة أمنية تشهدها المدن المصرية لحماية الكنائس يوم عيد الميلاد عند الأقباط المسيحيين.
وقال مسؤولون في وزارة الداخلية ان الوزارة وضعت خطة لتأمين الكنائس بمشاركة نحو 20 ألف ضابط و50 ألفا من أفراد الشرطة والمجندين بالإضافة إلى الاستعانة بـ 138 كاميرا إلكترونية أثناء مشاركة المسيحيين في قداس عيد الميلاد الذي جرى أمس.
وقال المسؤولون إن الوزارة أعلنت حالة الاستنفار، كما أمرت بإلغاء الإجازات حتى للضباط وأفراد الشرطة والمجندين الأقباط وتكثيف الجهود لتأمين جميع الأماكن الدينية من كنائس ومساجد وأماكن أثرية.
من جهة أخرى نشرت السلطات الأمنية ليل أمس الأول صورة قالت إنها تعود لرأس وجد بين أشلاء ضحايا تفجير الإسكندرية ولم يتم التعرف على صاحبه ويعتقد المحققون انه ربما يعود للشخص الذي نفذ عملية التفجير.
إلى ذلك، رجح خبير أمني مصري استخدام عبوتين ناسفتين في حادث التفجير الإجرامي الذي استهدف كنيسة القديسين بالإسكندرية، مستبعدا أن يكون الحادث قد تم ارتكابه بواسطة سيارة مفخخة.
وقال اللواء رفعت عبدالحميد المدير الأسبق لادارة الأدلة الجنائية بمديرية أمن الاسكندرية وخبير علوم مسرح الجريمة، لصحيفة «الشرق الأوسط» أمس، إن «مرتكبي حادث تفجير الإسكندرية عددهم 3 على الأقل، وإنهم استخدموا عبوتين ناسفين لا عبوة واحدة».
وأضاف أن تصوره للحادث يشير إلى أن اثنين من الانتحاريين لقيا مصرعهما في الانفجار في حين أن الثالث هو الذي أدار عملية التنفيذ ولابد أنه مازال على قيد الحياة ويرجح أنه كان على مقربة من موقع الحادث وقت وقوعه لمراقبة التنفيذ وإعطاء التعليمات بواسطة الجوال.
وأوضح عبدالحميد، الذي سبق أن وضع سيناريو تفصيليا لجريمة مقتل سوزان تميم وأثبتت التحقيقات بعدها صحته ودقته، أن حادث الإسكندرية يحمل «بصمات واضحة لا تخطئها عين أي متخصص في العلوم الجنائية ومسرح الجريمة لتنظيم القاعدة حيث إن لكل تنظيم طرقا معينة يشتهر بها في تنفيذ الهجمات الإرهابية». وأضاف أن عدد التنظيمات الإرهابية في العالم بلغ طبقا لإحصاءات العلوم الجنائية الدولية 2186 منظمة، «يعد تنظيم القاعدة أشرسها على الإطلاق».
وأوضح أن الانتحاريين القائمين على تنفيذ الهجمات الإرهابية في العالم ينقسمون إلى نوعين وفقا لتقسيمات العلوم الجنائية، «الأول يقوم بالمهمة الانتحارية لإيمانه واعتقاده بفكر معين يصور له أنه سيكون شهيدا في حال ارتكابه للجريمة، والثاني يتم تجنيده بواسطة التنظيمات الإرهابية لاستغلال شعوره باليأس من الحياة وكذلك ثقافة الموت التي تكون قد تملكت منه بالفعل».
ورجح الخبير الأمني أن يكون منفذو العملية الأخيرة من النوع الثاني نظرا لعدم وجود كوادر لـ «القاعدة» في مصر وصعوبة دخول عناصر استشهادية إلى البلاد وذلك لمعرفة أجهزة الأمن لهم «غالبا».
كما أبدى اعتقاده أن تكون العبوات الناسفة قد تم تصنيعها في مكان قريب جدا من مسرح الحادث، مرجحا أن يكون ذلك في إحدى الشقق المفروشة بمنطقة سيدي بشر، نظرا لصعوبة تنقلهم حاملين العبوات الناسفة من مكان بعيد، خصوصا مع انتشار الكمائن الأمنية في الطرق والميادين والشوارع في مصر بشكل عام.
واستبعد عبدالحميد أن يكون الحادث قد تم ارتكابه بواسطة سيارة مفخخة نظرا لأن التفجيرات من هذا النوع لابد أن تحدث حفرة في الأرض تحت مكان وقوف السيارة، وهو ما لم يتم العثور عليه في مكان الحادث.
ورجح أن يكون التفجير تم بعبوتين ناسفتين، لا عبوة واحدة، نظرا لأن الآثار التدميرية التي خلفها الحادث أظهرت تمركز تطاير الشظايا في اتجاهين متعاكسين مما يرجح معه أن يكون أحد الجناة كان مواجها للكنيسة بينما كان الآخر مواجها للطريق.
في غضون ذلك، أوفد بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية شنودة الثالث الأسقف العام الأنبا رافاييل إلى الإسكندرية لرئاسة صلاة قداس عيد الميلاد المجيد في الكنيسة المرقسية مندوبا عنه. وقال مصدر كنسي إن مندوب البابا سيشاطر المصلين أحزان حادث الاسكندرية كما سيتلقى عزاء الأقباط والمسلمين في ضحايا الحادث. وكانت الكنيسة القبطية بالإسكندرية قد أصدرت إعلانا يعتذر عن تقبل التهاني بالعيــــد وأعلنت الحداد وتلقي العزاء.
جمعة: رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى بقبط مصر
القاهرة: أكد مفتي جمهورية مصر د.علي جمعة أن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى بأقباط مصر وصية خاصة فقد روت أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها ان رسول الله أوصى عند وفاته فقال: «الله الله في قبط مصر فإنكم ستظهرون عليهم ويكونون لكم عدة وأعوانا في سبيل الله».. وفي حديث آخر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «استوصوا بهم خيرا فإنهم قوة لكم وبلاغ إلى عدوكم بإذن الله» يعني قبط مصر.. لذلك فإن الناظر الى التاريخ يرى ان اقباط مصر قد رحبوا بالمسلمين الفاتحين وفتحوا لهم صدورهم.