بيروت - عمر حبنجر
لبنان في القاهرة وفي الڤاتيكان، وقبلها في روما وبرلين، ودائما في كل بلد عربي.
ومحور الهموم اللبنانية، بعد اسقاط «فتح الاسلام» من جدول المنغصات، الاستحقاق الرئاسي، الذي هو حجر الرحى ومفتاح العقد، في المرحلة الراهنة.
وبعد تكريس رئيس مجلس النواب نبيه بري يوم 25 سبتمبر موعدا للانتخابات الرئاسية، أصبح هذا الاستحقاق على سكة المسار الدستوري لناحية المهل فيما يبقى النصاب النيابي لجلسة الانتخاب محل أخذ ورد ومناورة، بانتظار رد واضح تنتظره المعارضة من الاكثرية النيابية التي مازالت تتريث في قطع موقف نهائي، بانتظار بعض التوضيحات من صاحب المبادرة، حول البرنامج اللاحق للانتخابات وموقع القرارات الدولية ومقررات مؤتمر الحوار الوطني، في اهتمامات المرحلة التالية.
وتطلب المعارضة من الاكثرية التخلي عن خيار انتخاب رئيس بنصاب النصف زائد واحد، بينما لا ترى الاكثرية انها تشتري سمكا في البحر، والمطلوب ضمانات على التزام المعارضة بالمقررات الدولية وبمقررات الحوار والرئيس التوافقي الذي من شأن الاتفاق عليه اخراج عملية النصاب من دائرة النقاش.
وتقول مصادر في حزب الله، انه حيال ذلك، يبدو واضحا ان رئيس المجلس نبيه بري لن يدخل القاعة العامة لمجلس النواب الا بعد حضور ثلثي اعضاء مجلس النواب كما ينص الدستور، أي 86 نائبا.
في غضون ذلك تتابع قوى «14 مارس» اتصالاتها ومشاوراتها من اجل الموقف المطلوب، وقد تطرق النائب وليد جنبلاط في لقاء مع الاعلامي مرسيل غانم في المؤسسة اللبنانية للارسال الى هذا الامر، من ناحية شخصية، تاركا الموقف للتكتل مجتمعا. وكان جنبلاط رفض ربط التوافق بنصاب الثلثين وعدم رهن البلاد لقرار الاقلية.
في هذا الوقت ازدحمت الڤاتيكان بالزوار اللبنانيين أو العاملين من اجل لبنان، فهناك البطريرك الماروني نصرالله صفير والعماد ميشال عون والموفد الفرنسي جان كلود كوسران، وينتظر وصول النائب سعد الحريري، للقاء البطريرك صفير، وربما ايضا العماد ميشال عون الذي انتقل أمس من ستراسبورغ الى الڤاتيكان، كما ينتظر وصول مطران نيويورك الكاثوليكي بدعوة من البابا.
وكان عون حذر من انفجار الوضع حال عدم التوصل الى تسوية بين الاكثرية والمعارضة حول الرئيس العتيد.
وحمل عون على الرئيس فؤاد السنيورة وقال ان رئيس الحكومة لم ينجح في الوفاء بوعوده، وعليه ان يحاور المعارضة أو يستقيل. ووصف دعوة رئيس مجلس النواب الى انتخاب رئيس الجمهورية بالامر الطبيعي، لكنه تساءل: هل سيكون هناك نصاب؟ وقال ان الايام المقبلة تنطوي على خطر الانفجار اذا لم يتم التوصل الى تفاهم.
وعن موقف البطريرك صفير من تعديل الدستور قال عون: لابد من تحديد ما هي مصلحة لبنان من وراء التعديل، واذا حددنا ذلك فربما يقبل الجميع به، مشيرا الى ان التعديل كان يحصل دائما لمصلحة افراد، آملا عدم تكرار هذا الامر.
موقف مصري
وفي القاهرة، التقى الرئيس حسني مبارك رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة الذي وصل الى العاصمة المصرية آتيا من روما وبرلين.
مصدر رسمي مصري ذكر ان المحادثات تناولت الاوضاع في لبنان والانتخابات الرئاسية في اطار دعوة الرئيس نبيه بري للنواب.
كما استعرض الجانبان محادثات السنيورة مع رئيس حكومة ايطاليا رومانو برودي ومستشارة ألمانيا انجيلا ميركل.
وتزامن مع وجود السنيورة في القاهرة صدور تقرير في صحيفة الجمهورية ينقل فيه عن مصدر مصري مسؤول انه ليس لمصر أجندة خفية في لبنان، وليست مرهونة بتوازنات ولا ترجح كفة على أخرى انما يصب اهتمامها في العبور الى فترة توافق بعد الاستحقاق الرئاسي وانتخاب رئيس لكل اللبنانيين.
نقولا: لن نؤمن النصاب لمرشح 14 مارس
محليا، أعلن النائب نبيل نقولا عضو كتلة عون ان الكتلة لن تؤمن النصاب لجلسة انتخاب رئيس من قوى «14 مارس»، ولو طلب البطريرك صفير ذلك.
واضاف في تصريح له امس «نقول لغبطته نحن وطنيون واذا لم ننزل الى المجلس فحفاظا على لبنان والديموقراطية التوافقية، مشيرا الى ان المعارضة ستقوم بالتحرك المناسب لمعرفة رأي الاكثرية في مبادرة بري».
وفي السياق الرئاسي قال سفير الولايات المتحدة جيفري فيلتمان ان الانتصار في معركة رئاسة الجمهورية يجب ان يكون مثل انتصار الجيش في نهر البارد حفاظا على وحدة لبنان واستقلاله.
وقال فيلتمان بعد لقائه الوزيرة نايلة معوض انه يعمل جاهدا لتهيئة الاجواء لهذه الانتخابات.
أما السفير الروسي سيرغي بوكين فقد ابلغ رئيس مجلس النواب نبيه بري امس دعم روسيا لمبادرته، مشددا على ضرورة التوافق الرئاسي الذي «نوليه أهمية قصوى» باعتباره عاملا مهما في تعزيز الوحدة والاستقرار في لبنان الصديق.
اللقاء الذي استغرق ساعة كان مخصصا لتهنئة رئيس المجلس بانتصار الجيش على الارهاب في النهر البارد. وحث على توافق اللبنانيين فيما بينهم على الاستحقاق الرئاسي قبل التوافقين الاقليمي والدولي.
بدوره، النائب بطرس، الذي التقى رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط نفى في تصريحات له ان تكون نظرية انتخاب رئيس للجمهورية خارج لبنان واردة عند قوى «14 مارس»، وأشار حرب، وهو اول من اعلن ترشحه للرئاسة ان من يراهن على خلاف مكونات «14 مارس» حول الاستحقاق الرئاسي فإن رهانه ساقط.
على ان بعض التيارات المستقلة واثقة من ان كلمة السر سيعود بها البطريرك صفير من الڤاتيكان الذي تحول الى مجمع دولي من اجل لبنان، وانه ما من صعوبة اضافية الا ويمكن تذليلها!
الصفحة في ملف ( pdf )