رغم غزارة المعلومات حول كل ما يخص جنوب السودان الذي دخل مخاض ولادة الدولة الجديدة، إلا أن سؤالا واحدا مهما أبحرت وسعيت لإيجاد جوابه يبقى غامضا لا بل ملتبسا. وهو: من هي السيدة الأولى للدولة الوليدة في حال قال الجنوبيون «نعم» للانفصال عن السودان؟ كل المعلومات عن «السيدة الأولى» للجنوب الذي سيصبح الدولة رقم 54 في القارة الأفريقية، تعيد إلى نقطة الصفر دائما، مع مزيد من الحيرة في كل مرة، خصوصا أن المعلومات متناقضة آتية من مسؤولين من جميع الأطراف، لا مصلحة لأي منهم بتمويه الحقائق.
ورغم آلاف الصور التي التقطت على مراحل لسلفا كير ميارديت نائب الرئيس السوداني رئيس حكومة الجنوب في جميع المناسبات، خصوصا تلك التي تجمعه مع نساء أخريات في الداخل والخارج، فإن لزوجة «سلفا» كما يسميه شعب الجنوب السوداني صورة واحدة فقط على الإنترنت، وعثرت عليها «العربية.نت» وفيها تبدو آن ميارديت كما يقولون عنها تماما: فلاحة ابنة فلاح، وشبه أمية، إن لم تكن أمية تماما، فهي لا تعرف العربية ولا الإنجليزية، ولسانها لا ينطق سوى كلمات لغة الدينكا، كبرى قبائل الجنوب السوداني، ولم ير أحد إلى الآن أي نص مكتوب باسمها.
اما قصة الصورة الوحيدة فتعود إلى زيارة سلفا كير لبيته الريفي في قرية «أكوا» (تلخيص أكواش) التي أبصر فيها النور منذ 60 سنة في نوفمبر الماضي، والتي اضطر فيها أن يطلب من زوجته مرافقته، لأن القرية التي يوجد فيها قبر والده كير، هي في ولاية «وراب» التي تحكمها امرأة هي نياندينغ مالك ديليك وعرف أنها ستستقبله عندما يصل مع زوجها، وخلال تلك الزيارة التقط أحدهم صورا عدة لسلفا، وفي بعضها ظهرت زوجته، ولولا ذلك المصور لما شاهد صورها أحد.
لكن المعلومات الأكيدة عن ماري آن ميارديت أن عمرها بين 50 و53 سنة وأنها ربة منزل تقيم مع زوجها وبعض أولادها الثمانية في القصر الرئاسي الجديد بمدينة جوبا، وهو قصر متواضع افتتحه سلفا كير بنفسه يوم 14 ديسمبر الماضي، وقبله كانت العائلة تقيم في بيت من 6 غرف نوم، لكنه قديم ومتداع ولا يصلح الا للهدم لاستبداله بجديد.
والقصر هو بناء كان موجود أصلا وأجريت عليه اصلاحات بكلفة معقولة.
ومن الأخبار غير الحقيقية، خصوصا ما روجه خصوم سلفا كير، معلومات معظمها واضح التزييف، من أنه كان متزوجا قبل زوجته الحالية من امرأة جنوب سودانية تعيش الآن مع بعض أبنائه منها في مدينة أديلايد بالجنوب الاسترالي.
أما الاغرب فهو ما أكده د.حسن مكي، وهو مدير جامعة أفريقيا العالمية، من أن «إحدى زوجات سلفاكير يهودية، وأن في ذلك الخطر الحقيقي» حسبما قال في مقابلة أعدتها معه جريدة الكترونية تحمل اسم الجامعة نفسها يوم 5 نوفمبر الماضي، لكنه لم يذكر أي معلومة عن الزوجة اليهودية.
واقرأ ايضاً:
السودان يتمزّق .. ومخاوف «سايكس بيكو» تتجدد مع بداية القرن الـ 21
أوباما: لا سلام دائماً في السودان بمعزل عن سلام دارفور
استفتاء جنوب السودان يفتح شهية الانفصاليين في أفريقيا
محطات في تاريخ جنوب السودان
ثمن تبرئة البشير تقسيم السودان.. فما ثمن نسيان قضية الحريري؟