بيروت - عمر حبنجر
رحب رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة بمبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري، واعتبرها أساسا جيدا، لكنه استبعد امكانية حل المشاكل بالمراسلة، واكد وجوب الجلوس معا بالرغم من الاختلافات في وجهات النظر.
يذكر ان رئيس المجلس يقاطع رئيس الحكومة منذ استقالة وزراء حركة أمل وحزب الله، في أعقاب أزمة اقرار المحكمة الدولية.
وقال السنيورة خلال رعايته حفل مصالحة أهالي بلدتي كفر متى والتليلة في السراي الكبير: كل واحد لديه رؤيته لكن هناك اشياء كثيرة تجمعنا، ولدينا عدو واحد هو اسرائيل، ونحن نريد علاقات مع كل الاشقاء، لكننا حريصون على استقلالنا ونحترم الجميع بقدر ما يحترموننا، ونريد علاقات مع سورية على اساس احترام الآخر.
السنيورة واضاف: ان لبنان دفع ثمنا باهظا من دماء ابنائه ومستقبلهم، ونحن لا ندرك معنى الوقت الذي أضعناه في الصراعات والخلافات.
وقال: ان حكومته تعمل على حد السيف وهي تعرضت للضغوط منذ الساعات الاولى لتأليفها، وبالرغم من هذه المعاناة بقي ايمان المؤمن كبيرا في وحدة لبنان وقدرته على معالجة المشاكل، واحداها مشكلة التهجير. وهذا لا يمنع من اصرارنا على ايجاد الحلول.
من جهته قال الرئيس نبيه بري انه قدم بمبادرته رأس المال وعلى الآخرين أن يتحركوا.
بري قال انه لم يستمع الى تصريحات جنبلاط، لأنه كان مستقبلا العماد ميشال عون ولدى تكرار السؤال قال: أنا مازلت على مبادرتي وأنتظر جواب 14 مارس.
الرئيس بري بدا مرتاحا للأصداء التي يتلقاها حول مبادرته، والتي تعكس استعجال اللبنانيين الخروج من هذا المأزق، لكن رئيس المجلس مازال ينتظر موقفا واضحا من الأكثرية على مبادرته، وهذا ما سيتقرر خلال الساعات القليلة المقبلة وفور عودة النائب سعد الحريري رئيس تيار المستقبل الى بيروت.
وفي ضوء موقف الاكثرية، يقرر رئيس المجلس الخطوة التالية، أي آلية التحرك نحو جلسة 25 سبتمبر، وهو يأمل خيرا من الاجتماعات الجارية في الڤاتيكان.
ونقل عن الرئيس بري ارتياحه للاجواء الايجابية للقاء الذي عقده مع العماد ميشال عون، وأشاد «بمناقبية وصدقية عون العالية»، الا ان مصادر رئيس التيار الوطني الحر، نفت أن يكون الرجلان تحدثا في موضوع ترشيح عون للرئاسة، ما يعني ان موقف بري من هذا الترشيح، لم يحسم بعد، وان بدا شبه واضح ان رئيس المجلس ليس بالحماس المطلوب، وهذا يعكس توجهات اقليمية بدأ يستشعرها العماد.
مصادر عون قالت انه استفسر من بري عن موضوع المبادرة والرئيس التوافقي الذي يراه هو في شخصه، فأجاب بري:
«التوافقي هو من تتوافق عليه كل الاطراف».
غير أن رئيس التيار الوطني الحر ينتظر عودة النائب سعد الحريري ليلتقيه ويضعه في أجواء ترشحه وبرنامجه وشعاراته ويطلب دعمه على هذا الاساس، بوصفه توافقيا.
وكان بري عهد الى النائب المرشح بطرس حرب شرح مبادرته الى اركان قوى «14 مارس» الذين سيلتقون قبل حلول شهر رمضان المبارك لحسم الموقف من مبادرة الرئيس بري، ومن الموضوع الرئاسي عموما.
البطريرك صفير
البطريرك الماروني نصرالله صفير، قال من الڤاتيكان: ان الواجب الوطني يقتضي من جميع النواب الاستجابة لدعوة رئاسة المجلس، وان تسير الامور بحسب الدستور، لكن اذا حصلت مقاطعة تفضي بالبلد الى الفوضى، فلا أعتقد ان هناك نائبا يطيعه ضميره ان يكون عنصر فوضى في البلد.
وردا على سؤال قال صفير: حتى الآن لم نسم أحدا، وجميع المرشحين هم ابناء الكرسي البطريركي وليس لنا ان نفاضل فيما بينهم، ولكن هناك طبعا من يفرضون نفوسهم في هذا الظرف بالذات، ومن هم ربما يكون دورهم أفعل، لكن نحن لم نسم أحدا انما أعطينا مواصفات، وهي ان يكون المرشح على مسافة واحدة من جميع الناس، وان يكون ذا خبرة في الامور السياسية، وان يكون مستقيما، وان يكون ايضا رجلا مجردا من المادة، بحيث لا يأتي الى الرئاسة ليملأ جيوبه ومن معه ويذهب.
الصفحة في ملف ( pdf )