حذر رئيس الوزراء العراقي دول الجوار العراقي من مخاطر توسع العمليات الارهابية الى أراضيها، مؤكدا ضرورة التوصل الى عمل مشترك يوقف تمدد الارهاب الذي بدأ ينتشر من العراق الى دول المغرب العربي والشرق الأوسط. بينما دعا وزير الخارجية هوشيار زيباري الى تأسيس أمانة عامة لمنظومة دول الجوار العراقي وتحويل هذه الدول لالتزاماتها المعلنة حول أمن العراق الى واقع عملي على الأرض لمساعدته على تحقيق الامن ومنع تسلل الارهابيين الى اراضيه.
وقال المالكي في افتتاح مؤتمر لدول الجوار امس في بغداد الذي عقد بمبنى وزارة الخارجية وسط اجراءات امنية مشددة وبمشاركة وفود تمثل 22 دولة ومنظمة اقليمية ودولية بينها دول الجوار العراقي الست «ان مؤسسات العراق اليوم تتحرك بموجب دستور دائم صادق عليه الشعب العراقي وان ابرز ما تضمنه الدستور هو العمل على تثبيت حسن الجوار ومنع التدخل في الشؤون الداخلية واعتماد الحوار اسلوبا لحل المشاكل ومواجهة التحديات المشتركة».
وعبر المالكي عن تثمينه لحضور الوفود المشاركة في مؤتمر دول الجوار في بغداد معتبرا ان لانعقاده في العاصمة العراقية دلالات تشير الى «حرص الوفود المشاركة على اعادة الاوضاع الطبيعية في العراق في الوقت الذي تحرص فيه الحكومة العراقية على تجاوز التحديات التي تواجهها والمتمثلة بقوى الشر والارهاب والمسلحين والميليشيات».
مؤكدا ان الغاية من الاجتماع تتركز على تعزيز وتطوير العلاقات بين دول الجوار العراقي وايجاد الوسائل التي تحقق مشاركة فاعلة في القضاء على معوقات المشروع السياسي العراقي التي تشكلها عصابات التكفيريين وانصار النظام السابق والميليشيات المسلحة، واشار الى أن العراق يتحرك حاليا على أساس حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى واللجوء الى الحوار ومراعاة العلاقات مع دول المنطقة والتصدي المشترك للارهاب ومنع تحويل العراق الى ساحة صراعات بين الفرقاء أو بين الاشقاء، ودعا الى عمل مشترك يحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة، محذرا من أن خطر الارهاب يهدد الجميع وليس العراق وحده، ولذلك فمن الضروري الوقوف صفا واحدا ضده، ودعا الى تطبيق توصيات مؤتمر شرم الشيخ حول العراق المنعقد في مايو الماضي، مشيرا الى ان نجاح تطبيق هذه التوصيات نجاح للجميع. وقال المالكي ان العراق يتطلع الى دول الجوار والمنطقة من اجل مشاركته الرغبة في تحقيق الأمن والاستقرار وبناء علاقات متينة قادرة على مواجهة التحديات التي تواجه الجميع، والتي تعدت حدود العراق الى منطقتي المغرب العربي والشرق الاوسط.
وقال ان مشاركة الدول في هذا المؤتمر تؤكد وجود ارادة وعزيمة تهدفان الى ايجاد منظومة علاقات متينة فيما بينها من اجل مسيرة سلمية تحقق الامن والازدهار للجميع، وكانت الجزائر والمغرب قد شهدتا اخيرا اعمالا ارهابية تمثلت بتفجير سيارات مفخخة وسط تجمعات المواطنين وتفجير قنابل في مؤسسات رسمية وسياحية أعلنت منظمات مرتبطة بتنظيم القاعدة التي تنشط في العراق مسؤوليتها عنها، ومن جانبه اشار وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في كلمة له الى ان بلاده سائرة في تحقيق تقدم في المجالات الامنية والسياسية، ان مؤتمرات الجوار العراقي بحاجة الى تعزيز الحوار الهادف الى تحقيق الامن والاستقرار ووقف الارهاب في العراق بالشكل الذي يمكنه من العيش بسلام مع جيرانه على اساس عدم التدخل في الشؤون الداخلية.
واضاف انه مثلما ان العراق بحاجة الى مصالحة داخلية فانه بحاجة الى حوار مستمر مع الجيران الذين قال ان العراق يتطلع الى مساعدتهم له، واشار الى ان الحاجة ملحة حاليا، لأن تعمل دول الجوار على ان تكون مواقفها المعلنة بخصوص امن واستقرار العراق منسجمة مع اجراءاتها على الارض وفق استراتيجية بعيدة المدى تتجاوز مصالح العراق الأمنية بالشكل الذي يمنع تمدد الارهاب الى الدول المجاورة، وحذر من ان استغلال الصعوبات التي يواجهها العراق سيحدث كوارث ليست في مصلحة احد، وطالب زيباري بتوسيع الحوار في مرحلة الاعداد لمؤتمر وزراء خارجية دول الجوار الذي سيعقد في اسطنبول في وقت لاحق من اجل الاتفاق على آليات تكفل دعم الحكومة العراقية في فرض الامن وتحقيق الاستقرار وضبط الحدود ومنع المتسللين من الارهابيين والقتلة من التحرك من والى العراق وتجفيف منابع الارهاب الذي بدأ يعبر الحدود الى دول المنطقة، وشدد على ضرورة أن يرفع من اسماهم بالمتدخلين في الشؤون العراقية ايديهم عن العراق ليعيش بامن واستقرار، ودعا المؤتمر الى تفعيل نشاط لجانه الثلاث المختصة بالامن والطاقة واللاجئين وترجمة توصياتها الى واقع عملي، وطالب بتأسيس امانة عامة لمنظومة دول الجوار بعد ان اصبحت اجتماعاتها واقعا ملموسا.
الصفحة في ملف ( pdf )