اجبرت السلطات الباكستانية رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف على العودة الى السعودية امس بعد مدة لم تتجاوز خمس ساعات من رجوعه الى بلاده عائدا من سبع سنوات قضاها في المنفى وتعهده بالاطاحة بالرئيس برويز مشرف.
واعتقلت الشرطة شريف (57 عاما) بتهم الفساد لدى وصوله الى مطار اسلام اباد بعد ساعات من المفاوضات.
وتم ترحيله بعد ذلك بفترة وجيزة ووضع على متن طائرة توجهت الى المملكة العربية السعودية. وقال متحدث باسم حزبه انه تعرض للخداع حيث توصلت المفاوضات الى حل يقضي باعتقال شريف ليتسنى له الدفاع عن نفسه امام المحكمة ضد التهم الموجه اليه.
وكان شريف تعهد بان عودته الى بلاده ستكون بمنزلة «الضربة الاخيرة لدكتاتورية مشرف المتهاوية».
ويعاني مشرف قائد الجيش والحليف القوي للولايات المتحدة، من ازمة سياسية تسببت في اضعاف قوته في الاشهر الاخيرة وسط احتجاجات شعبية.
وقال محللون ان عودة الرجل الذي اطاح به مشرف في انقلاب ابيض عام 1999 كانت من الممكن ان تكون اكبر تحد يواجهه مشرف حتى الان في مساعيه الحثيثة للتمسك بالسلطة في البلد الغارق في اضطرابات سياسية.
الا ان حكومة مشرف الذي تراجعت شعبيته مع تفاقم الازمة السياسية، اعادت نواز شريف فورا الى السعودية التي نفي اليها قبل سبع سنوات.
وصرح مسؤول امني بارز طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس «لقد تمت اعادة» شريف الى السعودية. كما اكد وزير ومسؤول حكومي في وقت سابق انه لن يسمح لشريف بالبقاء في البلاد. وكان شريف وصل من لندن الى باكستان على متن طائرة تابعة للخطوط الباكستانية الدولية.
وصافح الحشود بعد ان حطت طائرته في ارض المطار وهتف انصاره الذين رافقوه «اذهب يا مشرف اذهب» و«يعيش نواز شريف» حسبما صرح به راكب على متن الطائرة لفرانس برس.
وابدى شريف تحديه برفضه تسليم جواز سفره للمسؤولين لمدة ساعتين، مما دفع الشرطة الى الصعود الى الطائرة والبقاء فيها الى حين نزوله منها، واعتقلته اثناء وجوده في قاعة كبار الزوار بعد ذلك بقليل.
واشتبك رجال الشرطة الذين كانوا يحملون الهراوات مع نحو 100 من انصار شريف واعتقلوا اعضاء كبارا من حزبه لدى عودته، بينما فرضت قوات الامن منطقة امنية مغلقة على مساحة خمسة كلم حول مطار اسلام اباد.
وواجه شريف قضايا فساد رفعها ضده «مكتب المحاسبة الوطني» الذي يكافح الفساد، وغيرها من القضايا التي رفعتها الشرطة، حسبما صرح به رئيس وزراء ولاية البنجاب
بيرفيز الاهي لتلفزيون خاص. وذكر الحزب الاسلامي الباكستاني الذي يتزعمه شريف انه قدم طعنا الى المحكمة العليا يقول ان المحكمة امرت الحكومة بعدم اعاقة عودة شريف.
وقال شريف ان الوقت قد حان لخروج «الرئيس العسكري» من السلطة.
وصرح شريف لتلفزيون باكستاني في لندن قبل توجهه الى باكستان «انني اعود الى بلدي لاسدد الضربة الاخيرة للدكتاتورية المتهاوية».
واضاف «انني اعود الى وطني وكلي عزم على ان اخلصه من انعدام القانون والمشاكل التي يغرق فيها بسبب سياسات رجل واحد هو الجنرال برويز مشرف».
في غضون ذلك دعا الاتحاد الاوروبي امس السلطات الباكستانية الى احترام قرار المحكمة العليا ورأى انه كان يجب السماح لرئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف الذي ابعد الى السعودية فور وصوله الى باكستان «بأن يدافع عن نفسه امام محكمة باكستانية».
وقالت المتحدثة باسم لجنة الشؤون الخارجية لوكالة فرانس برس كريستيان هومان ان قرار المحكمة العليا واضح جدا ويجب احترامه، واضافت «في حالة رفعت شكوى قضائية ضد نواز شريف كان يجب السماح له بالدفاع عن نفسه امام محكمة باكستانية».
في غضون ذلك، أكد مصدر ملاحي سعودي ان رئيس الوزراء الباكستاني السابق وصل الى مطار الملك عبدالعزيز في جدة وكان في استقباله عدد من المسؤولين السعوديين الرسميين.
وقال مصدر ديبلوماسي رفيع المستوى ان السلطات السعودية سمحت لشريف بالعيش في المملكة مرة اخرى على الرغم من عدم التزامه بما كان قطعه على نفسه بعدم العودة الى باكستان للعمل في السياسة.
بدوره وصف البيت الابيض ابعاد شريف الى السعودية بأنه «شأن داخلي» داعيا الى ان تكون الانتخابات المقبلة في باكستان «حرة ونزيهة».
الصفحة في ملف ( pdf )