في الوقت الذي لم ينظر فيه ابدا إلى الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، على انه ديموقراطي، فإن صورته لم تتناسب ايضا مع صورة إصلاحي افريقي يتحول الى طاغية.
فهو غالبا ما يوصف في أوروبا وأميركا بأنه مستبد مستنير، حيث ينظر إلى الجندي الإصلاحي (74 عاما) بأنه قائد حملة فعالة ضد الأصوليين الإسلاميين.
وأشار حلفاء تونس أيضا إلى النمو الاقتصادي القوي للبلاد البالغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة تحت رئاسته وسياسات حكومته الاجتماعية السخية والتزامها بالتعليم.
بيد أن بن علي استخدم أيضا شبح الأصولية الذي كلف عشرات الآلاف من حياة الأشخاص في الجزائر المجاورة في التسعينيات لقمع الخصوم وتحييد المعارضة.
وطالما أن البلاد ظلت مستقرة نسبيا، فإن المجتمع الدولي لم يبد اهتماما. وقد تغير ذلك، فيما وقف بن علي يشاهد الشرطة وهي تمطر المتظاهرين بالرصاص في أكبر تحد لحكمه الذي استمر طيلة 23 عاما. وعرف بن علي فائدة القوة في سن مبكرة. فقد تدرب في أكاديميات عسكرية في فرنسا والولايات المتحدة. وبعدها أمضى سنوات كرئيس لهيئات عسكرية وأمنية تونسية بينها فترات في وظائف ديبلوماسية في الخارج. وفي عام 1987 أصبح وزيرا للداخلية ثم رئيسا للوزراء.
وفي نهاية هذا العام تولى السلطة عقب انقلاب ضد سلفه «الرئيس لمدى الحياة» الحبيب بورقيبة.
وفي خطاب تولي السلطة، وعد بن علي بنشر الديموقراطية والتعددية والعدالة الاجتماعية في بلاده الواقعة في شمال أفريقيا.
وحتى يومنا هذا فإن شعب تونس البالغ 10.6 ملايين نسمة والمصنفة رقم 116 على مستوى العالم من حيث نصيب الفرد من الدخل القومي لايزال ينتظر تنفيذ وعوده.
وفي حين أن سياسات التنمية الاقتصادية والاجتماعية جعلت من تونس نموذجا في المنطقة، فإن الحقوق المدنية وحرية التعبير مقيدة بشكل كبير.
فالمعارضة لم تتحقق لها أي فرصة في أي من الانتخابات الرئاسية الخمسة التي تمت منذ تولي بن علي السلطة.
وفي الانتخابات الأخيرة في أكتوبر 2009، حقق بن علي أسوأ نتيجة له عندما فاز حسب النتائج الرسمية بنسبة 89.62% من مجموع أصوات الناخبين.
وفي البداية، قال بن علي إنه ينوي أن ينأى بنفسه عن مفهوم رئيس مدى الحياة الذي اعتاد الكثير من القادة الأفارقة التعلق به في السلطة ولكن مع نهاية فترة حكمه الثالثة، قام بتغيير الدستور ليسمح لنفسه الترشح لمدد أخرى ولا يعرف الكثير عن الحياة الخاصة للرجل المولود في حمام سوسة على الساحل الشرقي لتونس.
ويقال إن بن علي يهوى الكمبيوتر والتكنولوجيا. ونظرا لاهتمامه بمظهره فهو يبدو كثيرا أصغر من سنه. ولم تتأكد شائعات عن إصابته بمرض سرطان سابقا. وله من زوجته الثانية ليلى ستة أطفال. لكن ليلى اصبحت تشكل عائقا بالنسبة للرئيس. ويسخر الكثير من ابناء الشعب التونسي من قرينته الغنية البالغ عمرها 63 عاما بأنها قاسية القلب وجشعة. وتسيطر عشيرتها (الطرابلسي) ذات النفوذ على قدر كبير من موارد البلاد.
واقرأ ايضاً:
تونسيون لـ «الأنباء»: انتفضنا للكرامة و«باي باي بن علي»
سفارتنا في تونس تنصح مواطنيها بتوخي الحذر
«حدس» تبارك للشعب التونسي: تصدى لنظام قمعي استمر 23 عاماً
الحركة السلفية: نطالب بجعل الشريعة النموذج الأمثل للخروج من الأزمة السياسية في تونس
استياء نيابي وسياسي من تصريحات نواب شبّهت الأوضاع في تونس بأوضاع الكويت
بوعزيزي.. البائع المتجول الذي أنهى حكم بن علي
المحطات الكبرى في تاريخ تونس منذ الاستقلال
زعماء دول فرّوا من بلادهم إثر انتفاضات شعبية
موسى: ارتدادات تونس ستمتد للدول العربية
السعودية ترحب بقدوم الرئيس التونسي وأسرته
ليلى الطرابلسي.. «كوافيرة» سلطاتها فاقت الوزير الأول
الجيش التونسي هرَّب بن علي وأنقذه من مصير تشاوشيسكو والمبزع يؤدي اليمين كثالث رئيس خلال أقل من 24 ساعة
فتوى عراقية تحرم العنف ضد المسيحيين وهروب 12 متشدداً من السجن في البصرة
البوسنة تحذر من فتنة داخلية نتيجة حوادث تخريبية للجوامع