واشنطن ـ احمد عبدالله
كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» عن سلسلة من المعلومات بشأن فيروس إليكتروني قيل إنه أصاب أجهزة الكمبيوتر التي تستخدمها ايران لتشغيل معجلات الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم في موقع نطنز. فقد أوضحت الصحيفة في عددها الصادر أمس أن الفيروس قد تعرض لاختبارات من قبل خبراء اسرائيليين واميركيين باستخدام نموذج لجهاز طرد مركزي يشبه تماما الجهاز الذي يستخدمه الايرانيون.
وقالت الصحيفة ان الفيروس «ستاكسنت» قد تمكن من إعطاب 20% من أجهزة الطرد المركزي الإيرانية ومن ثم عرقلة البرنامج النووي الايراني لسنوات. واضافت «جرب الإسرائيليون والأميركيون الفيروس في موقع ديمونا الاسرائيلي البالغ السرية. ورغم ان الاسرائيليين والاميركيين يرفضون الحديث عما يدور في ديمونة فان تلك العملية بالاضافة الى جهود موازية في الولايات المتحدة تقف بين احدث واقوى الادلة على ان الفيروس هو من صنع اميركي ـ اسرائيلي مشترك ضمن مشروع لتخريب البرنامج النووي الايراني».
وكان صنع الفيروس الذي تقول الصحيفة انه تم بواسطة خبراء في قارات مختلفة قد بدأ حين طلبت شركة سيمنز الالمانية من شركة اميركية دراسة اجهزة الكمبيوتر الصناعية التي تنتجها من اجل تحديد الثغرات الامنية المحتملة ووضع برامج لسدها. وتمكنت اجهزة اميركية واسرائيلية من الحصول على نتيجة الدراسة التي قامت بها الشركة الاميركية والتي حددت بدقة ثغرات مهمة في برامج الاجهزة. وقالت الصحيفة ان بعض المعونات لصنع الفيروس جاءت من المانيا وبريطانيا بعلمهما او دون علمهما وان الدمار الذي الحقه الفيروس بالبرنامج النووي الايراني كان اكبر كثيرا من التقارير التي اشارت الى الموضوع في السابق. واوضحت «نيويورك تايمز» ان اسرائيل قد تكون حصلت على نسخة جهاز الطرد المركزي التي استخدمت لتصميم الفيروس وتجربته من بقايا المشروع النووي الليبي التي جرى شحنها الى الولايات المتحدة في اعقاب تخلي ليبيا عن ذلك البرنامج ونقل مكوناته الى معمل «اوك ريدج» النووي في ولاية تنيسي. كما المحت الصحيفة الى ان مشروع التعاون بين الولايات المتحدة واسرائيل بشأن انتاج الفيروس تم التوصل اليه بين الرئيس جورج بوش ومدير المخابرات الاسرائيلية السابق مائير داغان.
في سياق اخر، زار ديبلوماسيون اجانب امس مصنعا تقوم فيه ايران بتخصيب اليورانيوم متحدية العقوبات الدولية غداة اعلانها بأنها تواصل «انشطة تخصيب» اليورانيوم المثيرة للجدل «بثبات».
وقد فتحت ايران منشأتين نوويتين امس الاول امام الديبلوماسيين الاجانب في خطوة نادرة لكسب تأييد لبرنامجها النووي المثير للجدل قبل المحادثات المرتقبة الاسبوع المقبل مع القوى الست في اسطنبول.
وقام الديبلوماسيون وبينهم ممثلون عن بعض الدول الاعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارة منشأة تعمل بالمياه الثقيلة في اراك وكان رئيس الوكالة الذرية الايرانية ووزير الخارجية بالوكالة علي اكبر صالحي قال امس الاول في كلمة متلفزة ان «العقوبات (الدولية) الاخيرة لم تخلق اي مشكلة لنشاطاتنا النووية».
وتابع «نواصل نشاطاتنا النووية بثبات ونواصل خصوصا اعمال التخصيب بنشاط»، موضحا ان «انتاجنا لليورانيوم المخصب ارتفع». وقال امس ان الجولات على المنشآت النووية ليست الاخيرة «وستكون هناك زيارات اخرى في المستقبل».
ونفى صالحي ايضا التقارير التي اشارت الى ان البرنامج النووي الايراني تأثر ايضا بفيروس المعلوماتية وقال «مسالة ستاكسنت تعود الى سنة ونصف السنة. وحين خلقوا ذلك اعتقدوا اننا كنا غافلين عن هذا الامر (...) لو كان فعالا لكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تقوم بعمليات تفتيش منتظمة (لمواقع ايرانية) ابلغت عن تباطؤ».