كشفت صحيفة ديلي تليغراف أمس نقلا عن تقارير للمخابرات الغربية أن علماء نوويين من روسيا حذروا من وقوع كارثة نووية جديدة على غرار تشيرنوبل في مفاعل بوشهر الايراني بسبب الأضرار التي سببها فيروس «ستاكسنت».
وقالت الصحيفة إن العلماء الروس يقدمون المساعدة التقنية للمحاولات التي تبذلها ايران من أجل تنشيط أول محطة للطاقة النووية لديها على مياه الخليج لكنهم اثاروا مخاوف جدية حول الأضرار الواسعة النطاق التي لحقت بأنظمة الكمبيوتر في المحطة بفعل فيروس «ستاكسنت» الغامض الذي تم اكتشافه العام الماضي ويعتقد على نطاق واسع أنه كان نتيجة هجوم متطور مشترك عبر الانترنت بين الولايات المتحدة واسرائيل.
واضافت أن العلماء الروس وحسب تقارير المخابرات الغربية «حذروا الكرملين من أنه قد يواجه تشيرنوبل آخر إذا ما تم اجبارهم على الامتثال للمهلة التي حددتها طهران في صيف العام الحالي لتفعيل محطة بوشهر لأن المسؤولين الايرانيين يطالبونهم الآن بالالتزام بالموعد الذي تم الاتفاق عليه العام الماضي بعد عقود من التأخير ويشددون على أن أي تأخير جديد سيكون بمثابة ضربة لهيبة ايران على الساحة الدولية».ومن المقرر أن تنتج محطة بوشهر الشهر المقبل أول شبكة وطنية من الكهرباء لايران في صيف العام الحالي بعدما بدأ الفنيون الروس تحميل أول قضبان نووية من نوعها في المفاعل في اكتوبر الماضي.لكن الصحيفة قالت إن العلماء الروس العاملين في محطة بوشهر «اصبحوا في غاية القلق بسبب تجاهل ايران لقضايا السلامة النووية وطلبوا من الكرملين تأجيل تنشيط المفاعل حتى نهاية العام الحالي على الأقل لتمكينهم من اجراء تقييم مناسب للضرر الذي سببه فيروس ستاكسنت».
واضافت الصحيفة أن العلماء الروس خلصوا في تقرير اعدوه للكرملين واطلعت على نسخة منه إلى أنهم «لا يستطيعون ضمان تنشيط مفاعل بوشهر بصورة سليمة رغم الاختبارت البسيطة والأساسية التي جربوها في المفاعل واتهموا الادارة الايرانية بعدم اظهار المسؤولية المهنية والأخلاقية المطلوبة عادة في مثل هذه القضايا وعدم احترام حياة الانسان وحذروا من أن روسيا قد تجد نفسها مسؤولة عن وقوع تشيرنوبل آخر إذا سمحت بالمضي قدما في تنشيط مفاعل بوشهر في الموعد المحدد من قبل الايرانيين».
في المقابل، اعتبر نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني أيالون ان تاريخ امتلاك إيران أسلحة نووية هو «هدف متحرك» مضيفا ان كل ما هو معروف حتى الآن هو ان طهران لن تمتلك سلاحا نوويا هذه السنة.وقال أيالون في مقابلة مع صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية انه لا يريد القول ان النظام الإيراني سيمتلك سلاحا نوويا في العام 2014 أو 2015 لكن «كل ما نعرفه هو انهم لن يمتلكوا سلاحا نوويا هذه السنة إلا انه بغية ضمان عدم امتلاكه في 2014 و2015 لا يجب أن نتراخى ولابد أن نستمر وألا نوقف زخمنا.. فحرس الثورة الإيراني والحكومة الإيرانية الآن في مرمى المجتمع الدولي».
وسئل بشأن تصريح رئيس الموساد المنتهية ولايته مئير داغان مؤخرا بأن إيران لن تمتلك قدرات نووية قبل منتصف العقد الحالي فأجاب «نحن لا نتعامل مع أمان أو خيال وإنما مع وقائع لكن فيما قد يقنع الوضع الراهن أي طرف في المجتمع الدولي بالتراخي يجب التنبه إلى ان هذا لا ينفع الهدف المرجو وسيكون خاطئا وله نتائج عكس المطلوبة».
من جهة أخرى، جددت الحكومة الايرانية أمس اعلانها أنها اسقطت طائرات تجسس اسرائيلية وأميركية وبريطانية خلال السبع سنوات الماضية في منطقة الخليج.
ونقلت وكالة انباء «فارس» الايرانية عن مسؤول عسكري رفيع المستوى قوله ان القوات المسلحة الايرانية «أسقطت طائرات اسرائيلية وبريطانية في منطقة الخليج في مراحل مختلفة» مؤكدا اسقاط طائرتين تجسسيتين أميركيتين في الخليج أخيرا على حد قوله.ولم يعلق المسؤول العسكري في رده على سؤال عما اذا كان اسقاط هذه الطائرات قد تم خارج أجواء ايران غير انه قال «ان مثل هذه الاجراءات تظهر بأننا نحرص على ألا تتعرض أجواؤنا لعدوان الطائرات الأجنبية دون طيار».
|
صورة مركبة لمفاعل تشيرنوبل ومفاعل بوشهر الإيراني |