اعلن البيت الابيض امس الاول ان الرئيس الاميركي جورج بوش سيكشف عن استراتيجيته حيال احتمال تقليص عدد العسكريين الاميركيين في العراق في خطاب متلفز يلقيه خلال ساعات.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الاميركية توني سنو ان البيت الابيض طلب من شبكات التلفزة وقتا على الهواء كي «يتحدث الرئيس الى الامة عن الطريق الذي سيقترحه في العراق» بعد شهادات مسؤولين عسكري ومدني في العراق خلال اليومين الماضيين امام الكونغرس.
وفيما رفض سنو الكشف عن مضمون خطاب بوش يبدو ان الرئيس الاميركي سيأخذ بتوصيات قائد القوات المتعددة الجنسية في العراق الجنرال ديڤيد بترايوس.
وكان الجنرال بترايوس قال خلال جلسة الاستماع في مجلس النواب انه يمكن سحب الجنود الـ 30 الفا الذين ارسلوا الى العراق في اطار التعزيزات في 2007 الصيف المقبل، لكنه حذر من انسحاب كبير وسريع ربما تترتب عليه عواقب «كارثية».
غير انه اعترف امس الاول بان الولايات المتحدة ستجد صعوبة في ابقاء التعزيزات العام المقبل ايا كان الوضع الميداني.
واوضح سنو ان بوش سيتكلم من البيت الابيض لمدة 15 او 20 دقيقة.
وتوقع احد كبار المسؤولين في الإدارة الاميركية امس ان يعلن الرئيس بوش خطة لخفض عدد القوات الاميركية في العراق.
ونقلت شبكة «سي.ان.ان»الاخبارية عن مسؤولين في ادارة بوش انه
ليس معروفا ما اذا كان بوش سيستخدم رقم 30 ألف جندي تحديدا، لكن احدهم قال ان الرئيس «سيوضح ان هناك تحديات لا تزال قائمة امامنا في العراق، لكن التقّدم الذي احرز يكفي لكي يتم خفض عدد القوات الأميركية».
ومع سحب 30 ألف جندي من العراق، يعود عدد القوات الاميركية كما كان عليه في نهاية العام الماضي بحدود 130 ألف جندي.
الى ذلك قال موفق الربيعي مستشار الامن الوطني العراقي امس ان عدد القوات الاجنبية في العراق سينخفض الى اقل من مائة الف نهاية العام المقبل، موضحا ان هذا يعتمد على الظروف الموضوعية وحجم التهديدات التي يمر بها البلد.
وقال الربيعي في لقائه مع صحافيين للاجابة عن الاسئلة حول قرار الحكومة العراقية الترحيب بالتقرير الاميركي حول العراق «لعلنا لا نبتعد عن الحقيقة اذا قلنا ان القوات المتعددة الجنسيات في نهاية العام القادم سوف تصل الى عدد اقل من 100 الف».
وفي رد الربيعي على سؤال عما اذا كانت الحكومة العراقية تتفق مع تقرير بترايوس الذي وصف ايران بأنها الدولة الاخطر على أمن العراق من خلال قيامها بتزويد الميليشيات بالاسلحة وتدريبها قال الربيعي «دول الجوار وبالخصوص سورية وايران تعرف ما عليها ان تفعله بشأن الوضع الامني في العراق».
في غضون ذلك قللت ايران امس من شأن تقرير بترايوس - كروكر، قائلة: انه «لن ينقذ اميركا من مستنقع العراق».
وتدعو ايران منذ فترة طويلة القوات الاميركية الى الانسحاب من جوارها العراقي لكن بيان وزارة الخارجية اوضح ان الانسحاب الذي اقترحه التقرير لا يذهب الى مستوى كاف في رأي ايران.
وقال محمد علي حسيني المتحدث باسم وزارة الخارجية في بيان نقلته وكالة الانباء الايرانية «هذا التقرير لا يعكس المطالب الحقيقية والاولويات لدى الغالبية من الشعب الاميركي».
وهذا هو اول رد فعل رسمي من طهران بشأن التقرير الذي قدم يوم الاثنين الذي ورحبت به الحكومة العراقية.
واضاف: «كان من الواضح منذ البداية ان هذا التقرير محضر استعدادا للانتخابات الاميركية المقبلة لتلبية احتياجات المحافظين الجدد بهدف تبرير مواصلة احتلال العراق».
في هذا الوقت، شكك التيار الصدري في تقرير قائد قوات التحالف في العراق الجنرال ديڤيد بترايوس الداعي الى خفض عديد القوات الاميركية مطالبا بـ «رحيل كامل للاحتلال».
الصفحة في ملف ( pdf )