رفع علم فلسطين للمرة الاولى على مبنى ممثلية فلسطين في واشنطن اول من امس، في مبادرة رمزية اثارت غضب رئيسة لجنة العلاقات الخارجية الجمهورية في مجلس النواب الاميركي المعروفة بموالاتها لإسرائيل.
يأتي ذلك في الوقت الذي يعتزم فيه ممثلو الدول العربية في الامم المتحدة تقديم مشروع قرار الى مجلس الامن الدولي يدين الاستيطان الاسرائيلي، يتوقع ان تستخدم واشنطن حق الفيتو لمنع اقراره.
وقالت وزارة الخارجية الاميركية التي تحاول جاهدة انعاش محادثات السلام المتوقفة في الشرق الاوسط، انه تمت الموافقة على رفع العلم قبل عدة اشهر وان ذلك لا يغير وضع الممثلية الفلسطينية في واشنطن.
وترأس السفير معن عريقات ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في الولايات المتحدة، مراسم رفع العلم الذي حضره عديدون من بينهم ممثلو وسائل الاعلام، حسب بيان البعثة الفلسطينية.
وجاء في البيان ان ممثلين عن وزارة الخارجية الاميركية ومبعوث الجامعة العربية حسين حسونة حضروا مراسم رفع العلم.
ونقلت البعثة الفلسطينية عن عريقات قوله ان «هذا العلم يمثل نضال الشعب الفلسطيني من اجل الاستقلال».
وقال ان العلم «هو رسالة واضحة بان الشعب الفلسطيني ومنظمة التحرير الفلسطينية هما لاعبان رئيسيان في معادلة الشرق الاوسط وبدونهما لن يتحقق اي سلام او امن او استقرار في المنطقة».
لكن رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب اليانا روس ـ ليتينين نددت بالاحتفال معتبرة انه يشكل «خطوة من ضمن خطة اعدها القادة الفلسطينيون للحصول على اعتراف دولي واعتراف ديبلوماسي» بدولتهم المقبلة.
ورأت في العلم الجديد مكافأة من الرئيس باراك اوباما للفلسطينيين الذين قالت انهم يرفضون التفاوض مع اسرائيل مع السعي على خط مواز «لسلك طرق مختصرة لاقامة دولتهم».
وقالت ايضا ان «حكومات العالم ستعتبر هذا العمل بمثابة اعتراف تكتيكي بالدولة الفلسطينية من قبل الولايات المتحدة. هذه الاعمال توجه رسالة خاطئة الى الحكومات الاجنبية».
والبعثة الفلسطينية لدى الولايات المتحدة هي ثمرة اتفاقات اوسلو التي وقعت العام 1993 بين الفلسطينيين واسرائيل.
الا ان المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية فيليب كراولي اكد ان السماح برفع العلم الوطني الفلسطيني على واجهة مبنى الممثلية لا يعني تغييرا لصفة الاخيرة.
وتأتي هذه الخطة بعد توقف محادثات سلام مباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين بوساطة اميركية العام الماضي بسبب رفض اسرائيل تمديد تجميد الاستيطان في الاراضي الفلسطينية.
من جهته أعلن، كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أمس ان مشروع القرار سيقدم خلال الايام القليلة المقبلة لمجلس الامن وانه يحظى بدعم روسيا وفرنسا.
وقال عريقات لوكالة «فرانس برس»: «سيتم تقديم مشروع القرار الفلسطيني لادانة الاستيطان الاسرائيلي في الضفة الغربية والقدس الشرقية خلال الايام القليلة المقبلة».
واوضح عريقات ان مشروع القرار «يتضمن اربع قضايا اساسية اولها التذكير بالقرارات الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية منها قرارا 242 و338 والقرارات السابقة التي تدين الاستيطان منها قرارات رقم 452 و478 وصولا الى قرار 1860».