قبل أن يدفن العراقيون ضحايا أكبر هجوم انتحاري منذ انجاز تشكيل الحكومة العتيدة، أعلنت الشرطة العراقية أمس مقتل 14 شخصا وإصابة 67 آخرين في هجومين انتحاريين منفصلين بمدينة بعقوبة.
وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن انتحاريا يقود سيارة اسعاف مفخخة فجر نفسه قرب مبنى مديرية حماية المنشآت الحيوية وسط بعقوبة ما أسفر عن مقتل 12 شخصا وجرح 52 بينهم عناصر من الشرطة ومدنيون.
وتابعت المصادر «وقع انفجار ثان بسيارة مفخخة يقودها انتحاري استهدف جموع الزوار الشيعة المتجهين من مدينة بعقوبة إلى مدينة كربلاء سيرا على الأقدام لإحياء أربعينية الحسين، ما تسبب في مقتل اثنين وجرح 15 بينهم صادق الحسيني معاون رئيس مجلس محافظة بعقوبة».
على صعيد مواز، تكتظ جميع الطرق التي تؤدي الى مدينة كربلاء من جميع المدن العراقية بالملايين من الشيعة وهم يقطعون مئات الكيلومترات سيرا على الأقدام للوصول إلى ضريح الامام الحسين لإحياء زيارة الأربعينية، في مشهد غير مألوف في تاريخ العراق.
ومن المنتظر أن تبلغ زيارة الأربعينية ذروتها يوم 25 الجاري، حيث يتجمع الملايين في طقوس دينية خاصة بالمذهب الشيعي للتعبير عن الأسى والمواساة باستشهاد الحسين بن علي بن أبي طالب في واقعة «الطف» قبل اكثر من 1400 عاما في مدينة كربلاء.
وقال النائب عبدالهادي الحكيم عضو التحالف الوطني في البرلمان العراقي إن الحشود المليونية بدأت زحفها باتجاه كربلاء لإحياء هذه الشعيرة الشيعية وعلى الأجهزة الأمنية اتخاذ الحيطة والحذر الشديدين لإفشال مخططات المسلحين ومنعهم من القيام بالعمليات الإرهابية من خلال وضع الخطط لإفشال مخططاتهم وعملياتهم.
وأضاف «نأمل من الرئاسات الثلاث وحكومة الإقليم وقادة الكتل السياسية جميعا المشاركة في هذه الشعائر».
ورغم أن المسافة بين مدينة كربلاء ومدن العراق الأخرى لا تأخذ إلا ساعات قليلة للوصول إليها بوسائل النقل العادي، إلا أن الشيعة يحرصون على الوصول إليها مشيا على الأقدام، وهذا الأمر يحتاج إلى 15 يوما لوصول أهالي مدينة البصرة واقل لمدينة العمارة وثلاثة أيام بالنسبة لأهالي بغداد، وهم يفعلون ذلك من اجل التعبير عن الولاء المطلق لسيرة الامام الحسين.
ولا يهتم القادمون إلى كربلاء مشيا على الأقدام بالطعام او النوم لأن جميع المنافذ وطرق السير إلى مقصدهم مجهزة بالآلاف من السرادقات للاستراحة والمنام، وأطنان من وجبات الطعام والمياه المعدنية والشاي والقهوة العربية والحلويات والفواكه، فضلا عن فرق طبية منتشرة بطول الطرق لإسعاف المصابين وتقديم العلاجات لهم.
ورغم تدني مستويات درجات الحرارة هذه الأيام في العراق، إلا أن المسيرة متواصلة وبعض الطلائع وصلت إلى مدينة كربلاء لأداء الزيارة ومغادرتها لفسح المجال أمام الآخرين، في ظل إجراءات أمنية مشددة وانتشار واسع في رجاء مدينة كربلاء وسائر المدن الأخرى لمنع وقوع عمليات مسلحة.
ولأول مرة يشاهد الزعيم الشيعي مقتدى الصدر وهو يطوف بسيارة محاطة بعدد من أجهزة الحماية، يتفقد الزوار على الطرق المؤدية إلى كربلاء في النجف والديوانية حيث يلتف حوله اتباعه.
واعلن صلاح عبدالرزاق، محافظ بغداد، أن المحافظة شاركت «في توفير الخدمات للزوار من خلال نشر 120 مرفقا صحيا ومغاسل وشاحنات، تحوي الواحدة 20 مرفقا صحيا، 10 للرجال و10 للنساء وهي مجهزة بمولدات كهربائية فضلا عن إرسال أحواض لنقل المياه و50 حافلة لنقل الزوار بعد انتهاء مراسم الزيارة».