وصف فاروق حسني، وزير الثقافة المصري، الانتحار حرقا بالـ «موضة في مصر والوطن العربي، واي شخص لديه مشكلة ما يشعل النار في نفسه»، واعتبر ان «المصريين الذين اشعلوا النيران في انفسهم لم يكونوا يقصدون الانتحار فعلا»، واضاف حسني في تصريحات خاصة لـ «المصري اليوم»: «لو كانوا يرغبون في الانتحار فعلا لما كانت نسبة الحروق لا تتعدى 5%»، رافضا تشبيه الحالات الموجودة في مصر بالثورة التونسية.
وحول امكانية انتقال الثورة التونسية الى مصر، قال حسني: لا اعتقد ذلك لأن مصر بها حرية تعبير، وكلنا ضد التوريث بمن فينا الرئيس مبارك نفسه، واضاف: نحن مختلفون عن الآخرين، فالمشكلة في الكم الهائل من الانجاب سنويا، ولابد من وقفة حاسمة مع هذا الموضوع لتحديد النسل. وقال حسني: الرئيس التونسي كان عامل حالة حصار شديدة جدا على المجتمع التونسي، خاصة في المجال الاجتماعي وهو الاخطر، مشيرا الى ان بن علي انشأ معمارا رائعا في تونس ونهضة تعليمية عالية لكنه خنق المجتمع بأشياء كثيرة، فلم يسمح لاحد بأن يتكلم او يعبر عن رأيه فثورة الفكر قوية جدا.
من جهة اخرى وحول الموضوع نفسه، اثارت مجموعة تونس التي تضم اكثر من 375 الف مشترك على الـ «فيس بوك» جدلا واسعا، حيث دعت الى تخليد ذكرى الشاب محمد البوعزيزي الذي فجر الغضب الشعبي في تونس بعدما اضرم النار في نفسه احتجاجا على ظروفه المعيشية وذلك من خلال وضع صورته على ورقة نقدية.
وقالت المشتركة صالحة بليندا مؤيدة الفكرة: نعم والله فكرة جيدة جدا، وارجوا ان يخلدوا هذه الذكرى العظيمة بنصب تذكاري للشهيد البوعزيزي امام المقر الرئاسي.
لكن زميلتها ريم المها تنبهت الى امر آخر يتعلق بقدرة الفقراء على الوصول الى هذه الورقة بسبب الفقر المنتشر في البلاد، فكتبت محذرة: انا لست مع الفكرة، لأنه (البوعزيزي) عزيز علي، ولو مكسبش الواحد هذه العملة من قلة ذات اليد سيسب الورقة وهو فيها، وهو ما يستاهلش.
وحفلت الصفحة بالتعليقات المعترضة على الحكومة الجديدة، وما ضمته من اسماء لشخصيات من النظام القديم، فكتب محسن بن عبدالله قائلا: بعد ان قررت بقايا النظام البغيض الاحتفاظ بالوزارات السيادية في الدولة، وخاصة وزارة الداخلية، فإن الشعب التونسي مدعو الى الخروج في مسيرات حاشدة ليبعث برسالة امام العالم تعبر عن رفضه لشركاء المجرم الهارب، وايذانا بحل هذا الحزب غير الديموقراطي وملاحقة رموزه.
غير ان هذا لم يعجب المشترك احمد سلمان الذي رد قائلا: يا شعب افيقوا، هذه الصفحة تحرض فيكم تدريجيا وانتم مش فاهمين، قبل كل شيء تدخل فيها امور سياسية، اي ان المعارضة تدعمها بريطانيا وفرنسا واميركا، يعني الحلف الثلاثي.
بيومي: هناك وسائل أخرى للاحتجاج غير الانتحار
في سياق قريب اكد د.عبدالمــعطي بيومي عضو مجمع البـحوث الإسـلامية، وعميـد كلية أصــول الدين الأسبق ان هذه الظواهر التي يقع فيها الانتحار بحرق النفس عن قصد إرادة حرة والتي يبدو فيها قصد التقليد للشاب التونسي هو انتحار يأثم فاعله إثما عظيما لقول الرسول صلى الله عليه وسلم «من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالدا مخلدا فيها أبدا ومن تحسى سما فقتل نـفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خـالدا مخلدا فـيها أبدا»، وهذا عقاب كبير يخرج من أقدم عليه من الإيمان إذا استحل لنفسه ذلك بعد علمه بتحريمه لأنه يظهر السخط وهدم بنيان الإنسان، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول «الإنسان بنيان الله ملعون من هدمه».
ونصح بيومي الشباب الذين تسـول لهم أنفسهم هذه الوسيلة للحصول على بعض المكاسب أو استخدامها كاحتجاج سياسي بالتعبير من خلال وسائل كثيرة بديلة للإصلاح تحفـظ النفس والبدن، وله من هذه الوسائل السلــمية ما يحقق حفظ النفس كمقصد من مقاصد الشريعة الإسلامية وحفظ الغير ولا يمكن ان تحفظ مقاصد الشريعة بهلاك النفس.
واقرأ ايضاً:
كيف ساعد «ويكيليكس» في إذكاء جذوة ثورة تونس!
هل تأكل ثورة الياسمين أبناءها؟
أحداث تونس تضع الاستثمارات في المنطقة على المحك
السعودية تمنع بن علي من ممارسة السياسة انطلاقاً من المملكة ..و مُقرَّب منه :الجيش غدر به وخيّره بين العزل أو القتل
الشرطية فادية حمدي.. صفعت بوعزيزي فأسقطت بن علي
صحافيون فرنسيون ابتكروا مصطلح «ثورة الياسمين» والشباب التونسي يرفضه .. وفرنسا تصادر طائرة تابعة لنظام بن علي
عدوى بوعزيزي تنتقل إلى النساء وجزائرية تحاول حرق نفسها ..وإسرائيل تُهرب يهود تونس عقب إطاحة «بن علي»
تونس: مطالب بتغيير الدستور.. وعدد قتلى «الانتفاضة» يصل إلى 100 شخص
كيف ساعد «ويكيليكس» في إذكاء جذوة ثورة تونس!
نجاد يتنبأ: تونس على طريقها إلى الحكم الإسلامي
أحداث تونس تضع الاستثمارات في المنطقة على المحك