تواجه الحكومة العراقية الوليدة مزيدا من التحديات الأمنية، بتجدد الهجمات الدموية ليصبح هذا الاسبوع الأكثر دموية منذ الإعلان عن الحكومة، حيث ذكرت مصادر أمنية عراقية أن 4 انفجارات بعبوات ناسفة ضربت حشود الزوار الشيعة المتدفقين إلى مدينة كربلاء لإحياء ذكرى «أربعينية الإمام الحسين».
وقال مصدر أمني محلي ان أحد الانفجارات وقع على الطريق بين مدينتي كربلاء والنجف وآخر على الطريق بين بغداد وكربلاء.
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه ان «أحد هذه الانفجارات وقع قرب إحدى المسيطرات الأمنية جنوب مدينة كربلاء والآخر عند السيطرة 56 على طريق بغداد وأنهما استهدفا حشود الزائرين المتجهين الى كربلاء مشيا على الأقدام لإحياء أربعينية الإمام الحسين بن علي».
وذكرت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية ان العشرات من سيارات الإسعاف «هرعت إلى أماكن الانفجارات من دون معرفة حجم الضحايا أو الاصابات».
فيما قالت مصادر أخرى، أن عدد القتلى تجاوز 50 والجرحى بلغوا 150.
ميدانيا أيضا، أعلنت مصادر أمنية وطبية عراقية مقتل 5 اشخاص بينهم شرطيان وصحافية وجرح 42 اخرين بجروح في هجمات متفرقة أمس احدها هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف مقر قيادة شرطة ديالى وسط بعقوبة شمال شرق بغداد.
وقال مصدر في قيادة عمليات ديالى ان «هجوما انتحاريا بسيارة مفخخة استهدف مقر قيادة الشرطة اسفر عن مقتل اثنين من الشرطة وصحافية، واصابة 30 بينهم 7 من الشرطة احدهم ضابط برتبة نقيب».
بدوره، اشار الطبيب احمد علوان من مستشفى بعقوبة العام الى تلقي 3 جثث احدها جثة الصحافية وجدان اسعد الجبوري، و30جريحا بينهم 7 من الشرطة.
الى ذلك، قتل اثنان من الشيعة واصيب 12 آخرون بجروح بانفجار عبوتين ناسفتين استهدفتا مواكب حسينية، وفقا لمصادر امنية.
وقال مصدر في وزارة الداخلية «قتل احد الزوار الشيعة واصيب 9 آخرون بجروح بانفجار عبوة ناسفة عند علوة الرشيد (جنوب بغداد)».
وفي حادث آخر، قال مصدر طبي في مستشفى بعقوبة العام ان انفجار عبوة ناسفة بموكب حسيني عند ناحية كنعان (جنوب شرق) ادى الى مقتل شخص واصابة 3 بجروح.
في سياق آخر، أكد السفير جون نغروبونتي المندوب الأميركي السابق لدى الأمم المتحدة والمدير السابق للمخابرات الوطنية «دى ان آى» أن الولايات المتحدة ستسحب قواتها من العراق بحلول نهاية العام الجاري.
وقال إن البعض يتحدث عن إمكانية إبقاء قوة صغيرة بالعراق للحفاظ على الدعم الاستخباري واللوجيستي للقوات العراقية التي ساعدت واشنطن في تأسيسها على مدى 7 سنوات لكنه يعتقد أن الولايات المتحدة لن تبقى على مثل هذه القوة الصغيرة لأنها لن تكون ضرورية ولعدم وجود رغبة سياسية في ذلك.
وقال نغروبونتي الذي يعد من أبرز الديبلوماسيين الأميركيين وسبق له العمل سفيرا بالعراق عام 2004 في محاضرة أمام المجلس المصري للشؤون الخارجية الليلة قبل الماضية حول «السياسة الخارجية الأميركية في عالم جديد» ان ايران وبرنامجها النووى لاتزال مشكلة رئيسية للولايات المتحدة في المنطقة، محذرا من أن ايران تشكل كذلك مصدر تهديد رئيسي للأمن في الشرق الأوسط.
وأضاف أن ايران تأوي وتدعم المتطرفين وتدعم العنف في العراق بما في ذلك المتطرفين الشيعة، وقال إننا نرى جميعا الدور الهدام للمخابرات الايرانية في لبنان وفى المنطقة الفلسطينية.
وأشار في الوقت نفسه إلى المخاطر التي يشكلها برنامج ايران النووي، موضحا أن تقديرات الجانب الأميركي السابقة كانت ترى أن إيران تريد امتلاك سلاح نووي خلال الفترة بين 2010 و2015 لكن هذه التقديرات اختلفت الآن والأمر المؤكد هو أن ايران لا تلبي مطالب مجلس الأمن أو معاهدة منع الانتشار النووي.