فيما غاب الدعاء للرئيس التونسي الفار زين العابدين بن علي عن صلاة الجمعة أمس للمرة الأولى منذ 23 عاما، عاشت تونس أمس أجواء الحداد على ضحايا الاحتجاجات الشعبية بمواصلة اذاعة آيات القرآن الكريم والموسيقى الجنائزية منذ منتصف الليلة قبل الماضية، بموازاة ذلك تواصلت امس لليوم الرابع على التوالي المظاهرات السلمية وسط تونس العاصمة وعدة مدن أخرى مطالبة برحيل الحكومة التي شكلت الاثنين الماضي. وتجمع المئات أمام مقر وزارة الداخلية رافعين شعارات منها «الشعب يريد إسقاط الحكومة» و«الرحيل الرحيل يا عصابة إسرائيل».
الى ذلك، ضبطت السلطات التونسية كمية من الاسلحة داخل منزل يملكه افراد من عائلة زوجة الرئيس التونسي المخلوع، وفق ما اعلن التلفزيون التونسي الذي عرض صورها امس.
ولم توضح القناة العامة اسماء الاشخاص واكتفت بالقول انهم من اصهار الرئيس السابق زين العابدين بن علي.
من جانبها، نقلت صحيفة مصرية امس عن وزير الخارجية التونسي كمال مرجان قوله إنه لا يمانع في إنشاء حزب للإسلاميين في تونس بشرط وجود حكم جمهوري ودستوري.
وذكرت صحيفة المصري اليوم ان مرجان الذي ينظر اليه كمرشح قوي محتمل لرئاسة تونس قال في مقابلة معه «الإسلاميون تونسيون صحيح أنه ليس لهم الآن حزب معترف به لكن لو احترموا الدستور والمبادئ المتفق عليها فلا مانع بشرط أن يكون هناك حكم دستوري جمهوري».
في السياق نفسه، سلط وضع البنك المركزي التونسي يده على بنك الزيتونة، وهو الأول من نوعه الذي يصنف ضمن المصارف الإسلامية في تونس، الضوء على واحدة من أكبر «الإمبراطوريات» المالية التي بناها أفراد من عائلتي الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي وزوجته ليلى الطرابلسي وأصهارهما ومنهم محمد صخر الماطري.
ومحمد صخر الذي غادر تونس قبيل سقوط بن علي، ويتردد أنه موجود في دبي بالإمارات العربية المتحدة، متزوج من نسرين ابنة الرئيس المخلوع.
ومع أنه لم يتجاوز الثلاثين، فإنه سرعان ما ارتقى سلم الأعمال ومن خلاله ارتقى سلم السياسة إذ هو عضو في مجلس المستشارين (الغرفة الثانية للبرلمان) الذي يعين أعضاؤه تعيينا.
ويملك الماطري ـ الذي كان أبوه خلال عهد الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة قائدا بالجيش وحكم عليه بالإعدام ثم عفي عنه ـ شركة شحن تبلغ قيمتها 70 مليون دولار، وهو أيضا رئيس مجلس إدارة شركة النقل للسيارات التي تبيع فولكس فاجن وأودي وسيات وبورش.
ويملك أيضا مجموعة «أميرة» التي تتوزع استثماراتها على قطاعات من بينها السياحة والصناعات الغذائية، وشركة «نستليه تونس»، وسلسلة مخازن المغازة العامة. وفوق هذا، تضم إمبراطورية الماطري المالية أربع شركات عقارية نالت النصيب الأوفر من مشروع استثماري عقاري ضخم بمليارات الدولارات تم التعاقد عليه بين الحكومة السابقة ومجموعة «سما دبي» الإماراتية.
ولم يكتف صهر بن علي بالأعمال، بل امتد نشاطه إلى الإعلام إذ أنشأ في 2007 إذاعة الزيتونة للقرآن الكريم قبل يستحوذ على 70% من أسهم مؤسسة دار الصباح، وهي من أقدم الصحف التونسية. إلى ذلك، أصدر المفتي العام للسعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ فتوى بتحريم قتل النفس حرقا للاحتجاج، داعيا المسلمين الى «الصبر والاحتساب» بعد ان شهدت دول عربية عدة حوادث من هذا النوع، بحسب ما أفادت صحيفة الحياة امس.
جزائري حاول إضرام النار في نجليه
أقدم مواطن جزائري الليلة قبل الماضية على سكب البنزين على أجساد نجليه الأول عمره 8 سنوات والثاني 11 سنة محاولا إضرام النار فيهما أمام مقر بلدية «المسيلة» احتجاجا على قطع الكهرباء عن بيته مدة 3 أيام. وذكر موقع صحيفة «الوطن» على الانترنت امس أن الشرطة نجحت في منع الرجل من إتمام فعله، موضحة ان المواطن قام بهذا الفعل احتجاجا على قطع الكهرباء منذ 3 أيام تاركا أسرته في الظلام. وفي السياق ذاته، ذكرت صحيفة الخبر ان شابا يبلغ من العمر 26 عاما حاول إحراق نفسه داخل بناء محكمة رأس الوادي بولاية الوادي. بعد أن صب على نفسه كمية من البنزين لولا تدخل مجموعة من الحاضرين وعمال المجلس.
والدة البوعزيزي: فخورة بابني
قالت والدة الشاب التونسي محمد البوعزيزي ـ الذي أقدم على إحراق نفسه في خطوة ألهبت احتجاجات عارمة توجت بخلع الرئيس زين العابدين بن علي ـ إنها فخورة بما قام به ابنها. ونقلت قناة «الجزيرة» الفضائية امس عن منوبية البوعزيزي قولها إنها تشعر بالفخر بما قام به ابنها وبالدور الذي لعبه في تحقيق التغيير في البلاد، مشيرة إلى أنه أيقظ وعيها السياسي.
.. وشقيقه: عربة أخي «ليست للبيع»
قال سالم البوعزيزي ان عربة اخيه محمد الذي اضرم النار في جسده فوقها في ديسمبر الماضي مشعلا «ثورة الياسمين» التي اطاحت بنظام بن علي، «ليست للبيع».
وأكد سالم (30 عاما) وهو يعمل نجارا لوكالة فرانس برس انه رفض عرضا من رجلي اعمال خليجيين للتخلي عن عربة شقيقه الذي اضرم النار في جسده عليها في 17 ديسمبر الماضي، مقابل مبلغ يساوي قيمتها عشرات المرات. وأوضح «لقد اتصل بي رجلا أعمال احدهما من السعودية والثاني من اليمن. عرض عليّ اليمني عشرة آلاف يورو للتخلي عن عربة بيع الفواكه التي كان يعمل عليها المرحوم اخي، لكني لن أبيعها أبدا».
وعاد سالم البوعزيزي ليوضح انه تلقى عرضا من شخص يمني آخر للتخلي عن العربة لقاء 20 ألف دولار، مشيرا الى انه لا يفقه شيئا في تحويل العملات الأجنبية.