عواصم ـ أحمد عبدالله ووكالات
مجددا عادت إلى الواجهة احتمالات استخدام الخيار العسكري ضد إيران بعد فشل مفاوضاتها مع الدول الست الكبرى في اسطنبول أمس. وفيما جددت طهران تمسكها بحقها في الذهاب قدما في تخصيب اليورانيوم، نعت الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي كاترين اشتون مفاوضات اسطنبول النووية مع إيران، بينما رمى مسؤول أميركي رفيع الكرة في الملعب الإيراني، معلنا أن القوى الدولية الست مستعدة للسعي من أجل حل ديبلوماسي مع إيران ولكن الأمر بيدها.
وقالت كاترين في مؤتمر صحافي في اسطنبول امس إن جولة المفاوضات الثانية انتهت دون تحقيق نتيجة إيجابية.
وترأست أشتون مجموعة الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن وألمانيا (5 +1) فيما ترأس الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي كبير المفاوضين الإيرانيين بشأن البرنامج النووي سعيد جليلي الجانب الإيراني.
وبدأت المفاوضات أمس الأول في أجواء إيجابية، لكن إيران وضعت خطا احمر على مناقشة نشاطها في تخصيب اليورانيوم رافضة أن يتم التطرق اليه في هذه الجولة من المفاوضات، كما طالبت برفع العقوبات وبتعديل صفقة مبادلة اليورانيوم منخفض التخصيب بناء على المقترح الذي طرح في عام 2009 ينبغي أن يتم تعديله.
وبموجب هذا المقترح كانت إيران ستحصل على الوقود النووي لأغراض تشغيل مفاعل للنظائر الطبية من فرنسا وروسيا على أن تسلم كل ما لديها من يورانيوم منخفض التخصيب.
ورأت إيران في هذه الجولة من المفاوضات الفرصة الأخيرة للتوصل الى تسوية سلمية لأزمة الملف النووي الإيراني عبر صيغة مبادلة اليورانيوم الإيراني منخفض التخصيب بنسبة 3.5% بآخر عالي التخصيب بنسبة 20%، ولم تتدخل تركيا في المفاوضات واقتصر دورها على استضافتها فقط.
في المقابل، قال سعيد جليلي كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين إن أي اتفاق بين إيران والقوى العالمية بشأن برنامجها النووي يجب أن يعتمد على حق طهران في امتلاك تكنولوجيا نووية.
واستطرد موضحا حق إيران في امتلاك دورة وقود نووي وحقها في تخصيب اليورانيوم «أي محادثات وتعاون كما أوضحت خلال المحادثات مع السيدة اشتون يجب أن تعتمد على احترام حقوق الأمة بما في ذلك حق إيران في امتلاك تكنولوجيا نووية».
الى ذلك، قال الخبير النووي الاميركي مايكل كيربون لـ «الأنباء» ان ما يمكن ان يعقب فشل المفاوضات في اسطنبول ستكون له «آثار وخيمة». وشرح الباحث الذي أسس مركز هنري «ستيمونز» لأبحاث منع الانتشار ذلك بقوله «لقد انتهت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من اعداد لائحة بعقوبات بالغة التشدد ضد إيران في حالة اخفاق مفاوضات اسطنبول. وأخشى ان تؤدي مرحلة ما بعد اسطنبول لو لم يحدث تقدم الى الدخول في مرحلة حرجة».
وكان رئيس الوفد الإيراني في مفاوضات اسطنبول سعيد جليلي قد خاطب الوفود المفاوضة مطالبا بإلغاء جميع العقوبات المفروضة على إيران والاعتراف بحق طهران في امتلاك التكنولوجيا النووية قبل التوصل الى اي اتفاق لحل مشكلة البرنامج النووي. واعتبر كيربون ذلك «شروطا مسبقة» لا تشجع على الاعتقاد بان من الممكن التفاؤل بتغيير المواقف الإيرانية.
وتابع «اعترف الرئيس باراك اوباما بحق إيران في امتلاك التكنولوجيا النووية بل انه تنازل عن شرط إنهاء عمليات التخصيب الى حد ما متفق عليه على الأراضي الإيرانية. ولا اعرف ما هو المقصود بقول جليلي انه يريد اعترافا دوليا بحق إيران في التكنولوجيا النووية إلا ان يكون استعراضا إعلاميا لا يشجع على الاعتقاد باحتمال نجاح المفاوضات».
وفي ضوء تطورات اسطنبول قال الناطق بلسان الخارجية الأميركية مارك تونر ان إدارة الرئيس اوباما لا تتوقع حدوث اختراق في اسطنبول. وعلق كيربون على ذلك بقوله «كانت هناك توقعات بان يكون الوضع العام قد نضج للدخول الى القضايا الجوهرية في المفاوضات. الا ان الموقف الإيراني لم يتبدل كثيرا في تقديري».
وأضاف «لدينا نافذة صغيرة لتحقيق تقدم خلال الأسابيع التي ستعقب اسطنبول لو لم نصل الى مقاربة متفق عليها مع الإيرانيين. ولكن المشكلة هي ان هناك عقوبات فردية وجماعية ستفرض بعد ذلك. والموقف الدولي موحد في هذا الشأن مما يعني ان الملف الإيراني سيدخل الى مرحلة من التوتر الشديد في النصف الأول من هذا العام».