قال راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الاسلامية التونسية المعارضة والذي يعيش في المنفى الى عدم الخوف من حركته واصفا اياها بالديموقراطية رافضا أي مقارنة بينه وبين مرشد الثورة الاسلامية الايرانية الراحل اية الله الخميني.
ووصف راشد الغنوشي في تصريحات لتلفزيون الجزيرة حركته بأنها اسلامية معتدلة وديموقراطية تستند إلى مثل ديموقراطية في الثقافة الاسلامية.
وأضاف ان بعض الاشخاص يحاولون ان يضعوا عليه عباءة الخميني مشيرا إلى انه ليس الخميني وليس شيعيا.
وسئل عن المتشددين الذين يرفضون اي ديموقراطية على النمط الغربي ويطالبون بإقامة دولة إسلامية تقليدية فقال ان حركته بعيدة جدا عن هذا الموقف معربا عن اعتقاده بانه ليس لمثل هذه الفكرة اي مكان داخل الاتجاه الاسلامي المعتدل.
وقال انها فكرة متطرفة ولا تستند إلى فهم صحيح للاسلام.
ويتوقع محللون ان الاسلاميين المعتدلين في تونس ربما يجذبون الكثير من الاتباع بعد الاطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي في الوقت الذي ربما يتمكن فيه متشددون من التسلل إلى تونس قادمين من الجزائر التي خاضت صراعا طويلا مع المتشددين الاسلاميين.
وفرضت العلمانية بصرامة في تونس منذ ما قبل استقلالها عن فرنسا في عام 1956.
وقد شهدت مساجد العاصمة التونسية الجمعة الماضي حشودا كبيرة من المصلين، القادمين من شتى أنحاء البلاد لاداء الصلاة داخل المساجد وعلى جانب الطريق. فنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي لم يتساهل مع المعارضة السياسية، خصوصا تلك التي تخلط السياسة بالدين، إذ يقول أحد المتواجدين في مسجد الفتح بتونس: «كانت هناك ضغوط هائلة على الدين، وعلى أولئك أصحاب اللحى الطويلة، وعلى أمور أخرى».
فالإسلام السياسي، كما يقول محللون، عاش في تلك المرحلة بالخفاء، الا انه اليوم بدأ يبرز شيئا فشيئا في الواجهة ويقول المواطن محمود الشريف: «على المسلمين اتباع القرآن أولا وأخيرا، ومن ثم يمكنهم اتباع من يشاؤون من الأشخاص».
ولطالما اشتهر نظام الحياة في تونس بالليبرالية، فالنساء على سبيل المثال يعملن في القضاء وقيادة الطائرة والجيش، كما أنهن يشكلن نحو 50% من طلبة الجامعات. غير ان مثل هذا النظام لا يعجب بعض الاسلاميين كفيصل المغراوي، الذي يقول: «النساء امهات وأخوات، فلو كانت لديهن الحرية الكاملة للعمل والدراسة، فمن سينشئ جيل المستقبل».