دعا الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد امس الاول خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز في اتصال هاتفي معه الى توخي الحذر من «اعداء الاسلام» الذين يعملون على بث الفرقة بين المسلمين.
ويقول الموقع التابع للرئاسة الايرانية على شبكة الانترنت ان احمدي نجاد تطرق خلال هذا الاتصال الى ما اعتبره اعتداءات يتعرض لها الحجاج الايرانيون في المملكة.
وقال احمدي نجاد لخادم الحرمين حسب الموقع نفسه «ان اعداء الاسلام يعملون على بث الفرقة بين ابناء الامة الاسلامية، خصوصا بين حكومتي ايران والمملكة العربية السعودية».
وقال احمدي نجاد ان الملك عبدالله بن عبدالعزيز طمأنه كليا خلال هذا الاتصال الهاتفي على ان «كل ما تقوم به المملكة العربية السعودية خصوصا ملكها يهدف الى تعزيز الوحدة بين المسلمين».
وكانت طهران طلبت من الرياض في التاسع من سبتمبر الجاري وضع حد للائمة السنيين الذين يلقون خطبا مناهضة للشيعة، ويتعرضون للحجاج الشيعة خلال اداء الحج والعمرة.
ونقل الموقع الرئاسي الايراني ايضا ان الرئيس الايراني شكر خادم الحرمين على الاهتمام الذي اولاه للحجاج الايرانيين.
وقال احمدي نجاد «انا متأكد ان هذه الاعمال ارتكبت بعيدا عن انظار كبار المسؤولين السعوديين، ولو ان الملك عبدالله علم بها لكان عاقب بشدة الفاعلين».
ويعمل البلدان منذ سنوات على تحسين العلاقات بينهما رغم المشاكل العالقة.
واكد احمدي نجاد ايضا لخادم الحرمين ان الجمهورية الاسلامية «تقف الى جانب الشعب السعودي وتضع خبراتها في مجال التكنولوجيا النووية تحت تصرف المملكة تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية».
وتتعرض ايران حاليا لعقوبات من الامم المتحدة بسبب رفضها تعليق برنامجها لتخصيب اليورانيوم.
وتجنبت دول الخليج العربية حتى الآن الرد على عروض بهذا الصدد تقدمت بها ايران اليها.
في غضون ذلك، كتب الخبير الفرنسي فرنسوا ايسبورغ في كتاب بعنوان «ايران، خيار السلاح؟» ان على العالم ان يختار في 2008 بين «اللجوء الى السلاح او القبول بمنطق الانتشار» في مواجهة الازمة المتعلقة بالملف النووي الايراني.
وقال ايسبورغ رئيس المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن «باستثناء مفاجأة إلهية قد تتمثل في الاشهر المقبلة بنجاح التدابير المتخذة من المجتمع الدولي، فان العام 2008 سيوضع تحت خانة خيار مزدوج بين اللجوء الى السلاح او القبول بمنطق الانتشار (السلاح النووي) في الشرق الاوسط وفي العالم».
ويوضح هذا الخبير ان في حالة كوريا الشمالية «اصبح الخيار العقلاني للاعتدال العسكري من قبل الولايات المتحدة امرا ممكنا بفضل مصداقية ضمانة الدفاع الاميركي في المنطقة». فبفضل هذا الظرف المواتي «انتهى المطاف باعادة فتح طريق التفاوض».
ويضيف ان «هذا الشرط غير موجود بكل بساطة او لم يعد كذلك في الخليج الفارسي: فالهزيمة العراقية مرت من هنا» معتبرا ان «التحفظ الاميركي تجاه ايران التي تتجاوز العتبة النووية لن يفسر كاستعراض قوة هادئة بل كدليل على الضعف الاستراتيجي لاميركا».
وتابع الخبير الفرنسي «بعبارة اخرى انها مصداقية واشنطن على المحك وترجع الى الولايات المتحدة اعادتها».
لكنه دعا الاوروبيين الى «اتخاذ موقف من هذا الموضوع على اساس ما يستحقه الامر بالذات وليس انطلاقا من ظرفه الذي احدثه اجتياح العراق».
وكتب ان «ادانة مسبقة لاي تحرك عسكري ليس امرا جائزا».
واضاف «اذا اردنا تجنب شرق اوسط يصبح فيه امتلاك او استخدام اسلحة نووية القاعدة فعلينا الغاء ردود الفعل الرافضة، رغم انها مفهومة، والتي يمكن ان توحي بها الحصيلة الكارثية لادارة بوش».
الصفحة في ملف ( pdf )