بينما تواصلت الاحتجاجات والاضرابات سعيا لإسقاط الحكومة التونسية المؤقتة المطعمة برموز نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، دخلت واشنطن على خط الأحداث التونسية. وفي خطوة لدعم الحكومة المؤقتة، قام جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية بزيارة الى تونس التقى خلالها وزير الخارجية التونسي كمال مرجان مساء أمس الأول وأجرى محادثات مع الحكومة تناولت «الاصلاحات الديموقراطية والانتخابات» في هذا البلد، بحسب الخارجية الأميركية.
وقالت وكالة الانباء الحكومية التونسية ان فيلتمان اكد «العزم المتجدد للولايات المتحدة على تأييد نضالات الشعب التونسي من اجل حرية التعبير والصحافة وتكريس حقوق الإنسان».
وأضافت ان المسؤول الأميركي وهو ارفع ديبلوماسي أميركي لمنطقة الشرق الأوسط «حيا ثورة الشعب التونسي».
وقد أعلن فيلتمان أن واشنطن تدعم الاصلاحات التي أعلنتها الحكومة الانتقالية في تونس، لكنه شدد على ان «الانتخابات» الحرة وحدها ستجلب «الديموقراطية» الى هذا البلد.
في هذه الأثناء، دعا الاتحاد الجهوي (فرع المركزية النقابية) للشغل بصفاقس أمس إلى «إضراب عام» في ثاني اكبر المدن التونسية اليوم وذلك للمطالبة بحل الحكومة المؤقتة التي يهيمن عليها وزراء من حكومة بن علي.
وقررت النقابة في بيان اثر اجتماع هيئتها الإدارية الاقليمية إعلان «إضراب جهوي عام اليوم الاربعاء 26 يناير 2011 دفاعا عن مطالب شعبنا في إسقاط حكومة النظام البائد وحل التجمع الدستوري الديموقراطي» الحاكم سابقا، كما دعت الى التجمع في مقر المركزية النقابية بصفاقس «للمشاركة في التجمع العمالي».
وقرر الاتحاد «تسخير العاملين في مصالح حيوية لبعض القطاعات» لضمان حد أدنى من الخدمة في هذه المدينة التي تعتبر قطبا اقتصاديا هاما في تونس ومعقلا تاريخيا للحركة النقابية.
من جهتها وفي إطار الإجراءات التي تحاول استرضاء المستاءين، قال وزير التنمية الجهوية نجيب الشابي ان الحكومة التونسية وافقت أمس الاول على عرض 500 مليون دينار (354 مليون دولار) تعويضا لعائلات الذين قتلوا في الثورة التي مضى عليها شهر في البلاد.
وقال الشابي، زعيم المعارضة وقد انضم الى الحكومة المؤقتة، إن الحكومة ستدفع 150 دينارا شهريا إلى العاطلين. وأضاف بقوله ان الحكومة ستقوم ايضا بإبدال بعض حكام الأقاليم.
بموازاة ذلك، تظاهر المئات صباح أمس أمام القصر الحكومي بالقصبة في العاصمة التونسية مطالبين باستقالة الحكومة المؤقتة التي يهيمن عليها وزراء من حكومة بن علي، على ما افاد مراسل وكالة فرانس برس. وأمضى معظم هؤلاء المتظاهرين في البرد ليلة ثانية في ساحة القصبة امام قصر الحكومة متحدين حظر التجول.
وحال نهوضهم من النوم حيوا العلم وانشدوا النشيد الوطني قبل البدء في الساعة 7.30 بالتوقيت المحلي، برفع شعارات ضد الحكومة تحت انظار جنود يحرسون الساحة. وقام متطوعون بتوزيع القهوة وطعام الفطور على المحتجين.
وقالت محرزية محرز القادمة من القصرين (وسط غربي) مع زوجها وابنتيها الصغيرتين والتي كانت لاتزال ممدة تحت غطاء، ان «رموز النظام السابق يجب ان يرحلوا، وسنبقى حتى يرحلوا». وقال لطفي عباس وهو صيدلي قادم من جنوب البلاد ان «المعركة ستحسم في العاصمة ولذلك جئنا هنا. يجب إسقاط الحكومة. انهم مثل السرطان يجب احداث تنظيف كامل وعدم ترك اي اثر لهم»، مضيفا «لن يرضينا تعديل وزاري».
وكان المتحدث باسم الحكومة ووزير التربية الطيب البكوش اعلن أمس الأول عن تعديل وزاري وشيك، مؤكدا في الوقت نفسه انه «شخصيا» مع الإبقاء على وزراء من حكومة بن علي لضمان «استمرارية الدولة».