أظهرت تسريبات جديدة لمزيد من الاجتماعات بين مسؤولين فلسطينيين وأميركيين نشرتها قناة الجزيرة الفضائية أمس الأول أن السلطة الوطنية الفلسطينية وافقت على سحب قرار للأمم المتحدة يؤيد تقرير غولدستون حول حرب إسرائيل على قطاع غزة تحت ضغط من الولايات المتحدة.
وخلص التقرير، الصادر عن بعثة تقصي الحقائق برئاسة القاضي غولدستون، إلى أن إسرائيل وحركة حماس ارتكبتا جرائم حرب خلال العدوان المدمر الذي تواصل على مدار 3 أسابيع في غزة في شتاء 2008-2009.
واعترف الرئيس الفلسطيني محمود عباس أواخر عام 2009 بأنه طلب تأجيل التصويت على المصادقة على القرار في الأمم المتحدة وهو الأمر الذي أدى إلى موجة من الانتقادات.
إلا أن «الجزيرة» تقول إن نصوص محاضر اجتماع عقد في 24 سبتمبر 2009 في مقر بعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة وآخر في 2 أكتوبر 2009 في مقر وزارة الخارجية الأميركية في واشنطن تعطي مزيدا من التفاصيل حول كيفية قبول مساعدي عباس بطلب الولايات المتحدة إرجاء التصويت وما الذي تم عرضه عليهم في المقابل.
وقالت المحطة الفضائية أمس الاول إن الأوراق الفلسطينية «تكشف أن السلطة الفلسطينية ضحت فيما يبدو بنصر ممكن للضحايا الفلسطينيين مقابل ضمانات مناسبة حول المفاوضات من الولايات المتحدة».
وأقر رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، بأن بعض الوثائق حقيقي، وقال في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) من رام الله لدى عودته من زيارة إلى مصر: «أولا هناك بعض الأمور حقيقية. ثانيا هناك بعض أنصاف الحقائق، وثالثا هناك تلفيقات وتصورات كاملة».
الى ذلك، حذر الرئيس الفلسطيني محمود عباس اسرائيل من انه «لن يدخل الى غزة على دبابة اسرائيلية» خلال الحرب الاسرائيلية على القطاع في نهاية 2008 وبداية 2009، كما اكد المفاوض الفلسطيني صائب عريقات في الأقوال التي نقلتها قناة الجزيرة القطرية. وقال عريقات وفق محضر لقاء مع المبعوث الاميركي جورج ميتشل في الاول من اكتوبر 2009، ان «عاموس جلعاد (المسؤول الكبير في وزارة الدفاع الاسرائيلية) ذهب للقاء ابومازن (محمود عباس) قبل الحرب».
في سياق آخر، شهدت مدن الضفة الغربية امس مسيرات نظمتها حركة «فتح» لتأييد الرئيس الفلسطيني محمود عباس وطاقم المفاوضات والتنديد بقناة الجزيرة فيما شهد قطاع غزة مسيرة لحركة حماس وفصائل أخرى منددة بما وصف بالتنازلات التي أظهرتها الوثائق التي عرضتها الجزيرة.
أما قطاع غزة فشهد مسيرة معارضة للرئيس الفلسطيني والفريق المفاوض، وأشعل المتظاهرون 6 دمى تمثل قيادات السلطة الفلسطينية البارزة المشاركة في المفاوضات مع إسرائيل على رأسها الرئيس محمود عباس.
وانطلقت المسيرة من أمام ميدان فلسطين إلى المجلس التشريعي وسط هتافات غاضبة متهمة قيادة السلطة بالتفريط في الثوابت الفلسطينية والتحالف مع إسرائيل.