اعتبر رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون امس الاول ان التوتر «على اشده» مع ايران بسبب ازمة ملفها النووي، مؤكدا في الوقت نفسه ان الامكانية مازالت متاحة للتحرك الديبلوماسي.
وقال خلال زيارة الى انغوليم (وسط غرب) «يجب ان يفهم الايرانيون ان التوتر على اشده وعلى الاخص في المنطقة، في العلاقة بين ايران وجيرانها، في العلاقة مع اسرائيل».
وادلى فيون بهذه التصريحات بعد دعوة وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الى «توقع الاسوأ» اي احتمال اندلاع «حرب» مع ايران اذا ما استمرت في رفض تعليق نشاطاتها النووية الحساسة.
وقال فيون معلقا على مواقف وزير خارجيته انه «على صواب» لان «الجميع يرى ان الوضع في الشرق الاوسط متوتر للغاية ويتفاقم» مضيفا «اننا في وضع من التوتر البالغ الشدة».
وتابع ان «مواجهة مع ايران ستكون آخر خيار يتمناه اي مسؤول سياسي»، معتبرا انه «لم يتم المضي حتى النهاية في العقوبات» المفروضة على طهران.
ورأى انه «يجب القيام بكل ما يمكن لتجنب الحرب. ودور فرنسا يقضي بالدفع بوضع ينطوي على خطورة بالغة لباقي العالم في اتجاه حل سلمي».
ازاء ذلك وصف الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد امس التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير حول البرنامج النووي الايراني بأنها «غير جادة».
وقال احمدي نجاد للصحافيين في طهران «أمامنا موقف رسمي )للدولة( وامامنا تصريحات إلى وسائل الاعلام تكون عادة مغايرة، لذا لا نأخذ هذه التصريحات على محمل الجد».
وكان نجاد يشير إلى تصريح لوزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الأحد الماضي الذي قال فيه: في حال طوّرت طهران قنبلة نووية «علينا تحضير أنفسنا للأسوأ»، موضحا «الأسوأ يعني الحرب».
ونسبت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية )إرنا) إلى الرئيس الإيراني قوله بعدما قدم تقريره إلى مجلس الشورى الإسلامي بشأن البرنامج التنموي الرابع «ان التصريحات الصحافية تختلف عن المواقف الحقيقية وإننا لن نهتم بمثل هذه التصريحات».
ودعا أربعة نواب في مجلس الشورى وزير الخارجية «لكي يقوم بالإجراء اللازم لإعادة النظر بشأن العلاقات الاقتصادية والسياسية بين ايران وفرنسا» بسبب تصريحات وزير خارجية فرنسا، ووصفوا تلك التصريحات بـ «الوقحة».
الى ذلك قالت متحدثة باسم الحكومة الصينية امس ان بكين تعارض تهديد ايران بالحرب بسبب برنامجها النووي وتقف مع الحل الديبلوماسي.
وقالت جيانغ يو المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية في افادة صحافية معتادة «نعتقد ان الخيار الافضل هو الحل السلمي للقضية النووية الايرانية من خلال المفاوضات الديبلوماسية وهي مصلحة مشتركة للمجتمع الدولي»، وحين طلب من جيانغ التعليق على تصريحات وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير التي اثارت احتمالات الحرب مع ايران قالت «لا نوافق على استسهال اللجوء الى التهديد باستخدام القوة في الشؤون الدولية».
هولندا تؤيد عقوبات أوروبية
في غضون ذلك اتفقت فرنسا وهولندا في باريس على السعي لاقناع اكبر عدد ممكن من الدول بتبني عقوبات جديدة بحق ايران خارج اطار الامم المتحدة بسبب برنامجها النووي.
وقال وزير الخارجية الهولندي مكسيم فيرهاغن للصحافيين اثر لقاء نظيره الفرنسي ان بلاده على استعداد لتطبيق عقوبات اوروبية ضد ايران في حال فشل مجلس الامن الدولي في الاتفاق على عقوبات اضافية ضد طهران.
الوكالة الايرانية اعربت عن اسفها لمضي زمن كانت فيه فرنسا «تقاوم الولايات المتحدة الامبريالية وتنتقد مواقفها».
مؤتمر الطاقة الذرية
وحذر رضا اغازاده نائب الرئيس الايراني الذي يشغل ايضا منصب رئيس المنظمة الايرانية للطاقة الذرية امام المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في ڤيينا، الدول الغربية من خيار المواجهة بدلا من «علاقات ودية».
إسرائيل مرتاحة
بدورها اعلنت اسرائيل عن ارتياحها لاي موقف حازم ازاء البرنامج النووي الايراني واصفة اياه «بالايجابي».
وقال مارك ريغيف المتحدث باسم الخارجية الاسرائيلية لوكالة فرانس برس «ان ايران لن توقف برنامجها للتسلح النووي إلا حين تدرك ان المجموعة الدولية جادة وموحدة ومصممة على موقفها».
وستبحث القوى الست الكبرى (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا والمانيا) المعنية بالملف الايراني الجمعة المقبل في واشنطن مشروع قرار دولي ينص على عقوبات جديدة على ايران، كما اعلنت الخارجية الاميركية.
البرادعي
في هذا الجو المتوتر، استبعد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي امس الاول امكانية اللجوء الى القوة ضد ايران بشأن برنامجها النووي، معتبرا ان «الخيارات الاخرى» لم تستنفد بعد الى حد كبير.
وقال البرادعي متوجها الى الصحافيين في اليوم الاول من اعمال الجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة الذرية في ڤيينا «اعتقد ان ما علينا القيام به هو تشجيع ايران على العمل مع الوكالة لتوضيح القضايا العالقة» بشأن طبيعة برنامجها النووي، مشيرا «من الآن وحتى نوفمبر او ديسمبر سيكون في وسعنا معرفة ما اذا كانت طهران تتصرف بحسن نية وسيكون لدينا عندها بوضوح موقف آخر».
الصفحة في ملف ( pdf )